للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يودع الموتى إلى المقر الأخير في وقت أصبح فيه موظفاً في تصريف المياه. أي أنه يجب عليه أن يعمل طول النهار في وظيفته ثم يزاول مهنة شحاته بعد ذلك أي عند المساء. وهنا بعض التناقض. لأننا رأينا شحاته بعد قد تأخر قليلا ذات صباح فزجره الحانوتي الرئيس! فكيف لا يتأخر شوشة؟ وهو لا يزاول هذه المهنة إلا ليلا، مع العلم أن الموتى لا يدفنون إلا في النهار!

لقد اهتم المؤلف برسم شخصية (الحاجة زمزم) اهتماما كبيرا حتى جاء رسمه بليغا رائعا مثيرا؛ فحسبنا أن لها أثراً كبيرا في القصة أوانها هي البطلة الأولى فيها؛ ولكننا وجدناها تختفي تماما عن مسرح القصة، ثم تعود قبيل النهاية؛ عودة قصيرة؛ تخيب آمال القارئ وهي مع ذلك عودة مفتعلة! جاءت على إرسال الأب ابنه إليها ليطالبها بالريال المتبقي له عندها، لأنه لا يملك شيئا أبداً! وهنا الكثير من الضعف، لأن الأب قد أقبلت عليه الدنيا، وأصبح رئيسا للسقايين. كما أنه يعمل سرا في دفن الموتى، وان الموتى كثيرون كما قال المؤلف! وقد رأيناه في الليلة السابقة في الحمام مع أبنه يدفع المال بسخاء، فكيف بنا نجده في الصباح خالي الجيب تماما! كان الأوفق للكاتب ألا يكلف نفسه إعادة الحاجة زمزم؛ وأن يجعل له حيلة أخرى لإبعاد الابن عن أبيه كما ينهدم البيت وهو عنه بعيد!

وفي الكتاب بعض الأخطاء النحوية والإملائية التي لا أخالها إلا وليدة السرعة أو وليدة المطبعة. فقد جاء في (ص٩٩) (. . وكان الثلاثة. . .) في حديثه عن ثلاث نساء! وقد تكرر هذا الخطأ في (ص١٠١) وفي (ص١٠٢) (كانت النساء الثلاث في الفناء تتجاذبن الحديث) وفي (ص٤٦٧) (لم تشعره جدته ولا أبيه)!

وهناك أخطاء طفيفة لا تؤثر في قيمة الكتاب. ويجب ألا أنسى أن السباعي قد أبدع في (ص٢٩٠) حتى (ص٣٠٠) في الكلام عن الموت على لسان شحاته أفندي، فقد جاء ذلك الكلام مطابقا شخصية شحاته كل المطابقة

والكاتب بعد هذا يتأرجح بين العامية والفصحى. وهذا ما يؤكد أن الكاتب عاجز عن التعبير الكامل بالفصحى، بالرغم من أنه يبرر مسلكه في المقدمة قائلا: (إن الغلبة - في الحوار - للعامية، لأنه من المستثقل الممجوج أن نحاول إنطاق أشخاص باللغة العربية في القصة، وهم لا يمكنهم في حياتهم الطبيعية أن ينطقوا بها). إنك يا أستاذ يجب أن تصور أولئك

<<  <  ج:
ص:  >  >>