للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجتهد في انتزاعه، وأخيرا وفق فقال

- ألا خبرتني أيتها الأم (ماكلوار)

- وما عساي مخبرتك به؟

- ألا زلت ترفضين بيعي مزرعتك؟

- هذا أمر قد فرغت منه أيها المعلم (شيكو) فلم إقلاقي به مطلع كل صباح ومهبط كل ليل؟

- ولكني يا سيدتي وجدت حلا للمسألة أن رضيت به خرج كلانا راضياً بصفقته غير أسف ولا مغبون

- وما هو هذا الحل؟

تبيعينني أرضك ثم تحتفظين بحق استثمارها ما بقيت على قيد الأحياء، أفلا يرضيك هذا أيضا؟

فشغلت العجوز عن تقشير البطاطس، وراحت ترمي الرجل بنظر حاد عنيف تحت جفنين أجعدين. ثم قال الرجل مفسراً:

- إنك أن ترضي بهذه الصفقة تتسلمي في منتهى كل شهر مائة وخمسين فرنكا أحملها إليك في عربتي. أتتدبرين قولي؟ أتفقهين حديثي؟ مائة وخمسون فرنكا ثم لا تتبدل لك حال، ولا تتغير حياة؛ فستظلين في حقلك آمنة السرب رافهة العيش لا يدينك أحد، ولا تعملين أمراً، ولا تنصبين نفسك لعمل. إلا أن يكون استلام مائة وخمسون فرنكا، مطلع كل شهر، عملا شاقا يكد وينضب. قال هذا وطفق ينظر إليها فرحاً مستبشراً وعلى وجهه الطيبة والصلاح والمسكنة. . والعجوز تلحظه حذرة متيقظة. وقد كبر في وهمها أنه خادع لها وناصب لاصطياد مزرعتها أحبولة من ألفاظ منمقة مزورة. على أنها سألته في خبث:

إنك لتؤكد لي أن المزرعة ستظل في حوزتي فهل بلغ من أريحيتك أن تتبرع لامرأة عجوز بهذا الراتب الضخم دون فائدة تعود عليك؟ قال المعلم شيكو وقد أدرك ما تنطوي عليه غمزة العجوز.

لا أثقل عليك يا سيدتي في شأن الأرض، فلسوف تغلين خيراتها وتنتفعين بثمراتها ما مد الله في حياتك العزيزة. غير أني أرجوك أن تكتبي لي صكا شرعيا، يخولني حق امتلاكها

<<  <  ج:
ص:  >  >>