تمتاز الحياة الاجتماعية في إندونيسيا بأنها حياة شرقية إسلامية، فالعلاقة بين أفراد الأسرة متينة، والتعاون بين السكان سواء في القرية أو المدينة قائم. هذا وحياة إندونيسيا الاجتماعية مصبوغة بالصبغة الإسلامية إلى حد بعيد، فالأخلاق الإسلامية تتغلغل في نفوس الإندونيسيين تغلغلاً عميقاً، فتراهم يكرهون الرياء والتظاهر، ويتمسكون بلدين تماماً.
وفي أوائل القرن العشرين كانت الحياة العامة في إندونيسيا من فكرية واجتماعية وسياسية في حالة خمول وركود، وما لبث الإندونيسيون إلى حقيقة مركزهم، فتكونت الجمعيات التي تهدف إلى الإصلاح، وكان في مقدمتها الجمعية المحمدية وقسمها الخاص بالنساء المسمى بالعائشية، وكان شعارها (قليل الكلام كثير العمل) وكانت ترفض الاعتراف بفرع لها إلا إذا قام بعمل اجتماعي ملموس مثل إنشاء جامع أو مسجد إلى الخ.
وبفضل نشاط المصلحين والجمعيات تنبه الوعي القومي في إندونيسيا حتى حقق الله لها الاستقلال.
والمرأة الإندونيسية لم تعرف الحجاب ولكنها كذلك لم تعرف الابتذال ولا الاختلاط المزري، فلم تدخل حماماً مختلطا ولا مرقصاً، ولم يستطيع المستعمرون أن يفتحوا ماخورا واحد في البلاد!!
من اجل هذا أقبل الإندونيسيون على أفلام مصر السينمائية أول الأمر لأنهم يحبون مصر، ولكن لما وجدوا في الأفلام المصرية من ابتذال انصرفوا عنها وقاطعوها. وهكذا أضر مخرجو السينما بسمعة مصر وبمركزها!!
وقد قامت المرأة الإندونيسية بنصيبها في ميدان النشاط الاجتماعي، وكانت ما تزال مثلا كريما للمرأة الكريمة. ومن أعظم نساء إندونيسيا المرحومة رادين كارتيني، فقد تزعمت حركة الإصلاح الاجتماعي ورسمت في رسائلها (من الظلمات إلى النور) الخطة المثلى التي تسير عليها المرأة الإندونيسية في جهادها الإصلاحي. وبفضل تعاون الإندونيسيين رجالا ونساء تحقق