نخرج من جلدنا لشدة وقع الدوي علينا. وكنا نظن أننا في ساحة حرب.
وفي يوم أحد كانت هلن ومعلمتها في نيويورك وحضرنا الصلاة في كنيسة القديس برتولومبيوس. وكان الواعظ دكتور جريز يتكلم ببطيء وكانت سوليفان تنقل إليها كل كلمة تقريباً. وبعد نهاية الصلة طلب هذا الواعظ إلى المستر ورن الذي يعزف على الأرغن أن يعزف شيئاً لأجل خاطر هلن. ووقفت هلن في وسط الكنيسة تماماً حيث تكون ارتجاجات ذلك الأرغن العظيم قوية. تقول هلن: وكنت أحس أمواج صوت الأرغن تصدمني كما تصدم أمواج البحر السفينة.
ويوم كان أهل هلن ينتظرون المعلمة سوليفان كانت هلن تشعر بحركة غير اعتيادية في البيت وأن هذه الحركة لاستقبل شخص. وإذا كان أبوها قادماً في عربته تشعر بقدومه. كان إحساسها البدني يفوق إحساس البشر. وهنا في مصر كانت تعرف حين يصورها المصورون لأنها كانت تشعر بصدمات النور اللامع لوجهها وبدنها. . . وسئلت مرة كيف تشعر بالتصفيق الشديد فقالت أحس الأرض تميل تحت قدمي.
وفي معهد بركنز استعدت هلن للدخول في كلية ريد كليف لكي تدرس بكالوريوس علوم، فكتبت إلى رئيس الكلية أن يسمح بحضور مس سوليفان معلمتها معها لكي تنقل إليها الكلام والأسئلة. وهي تقدم الأجوبة مكتوبة على الآلة الكاتبة. فسمح، ولكن لما كانت تتقدم للامتحان لم يسمحوا لمس سوليفان أن تترجم لها. . بل كانوا يقدمون لها الأسئلة مكتوبة بلغة العميان على الآلة احترازا من أن تدس مس سوليفان لها بعض ملاحظات. ما دخلت هلن امتحان ألا خرجت فائزة.