أن يتزود به من معلومات عامة وخاصة حتى يقوم بما وكل إليه من عمل في المؤسسة التي ينتمي إليها على الوجه الأكمل.
وقد يتصفح المتصفح الكتاب فيرى لأول وهلة أن بحثه يدور حول المقابلة من ناحيتها (المهنية) فقط، وأنه ما نشر إلا لينتفع به الأخصائيون والقائمون بالمقابلة في مختلف المنظمات والمؤسسات، ولكنه لو تفكر حقا لوجد أن كل ما جاء في تضاعيفه ما هو إلا دراسة مستفيضة وافية مفيدة للجميع، للأخصائي ولغير الأخصائي.
ومن الملاحظ أن المؤلفة لا تعرض بحثها فيه عرضا سطحيا سهلا، ولكنها تلجأ في أسلوب سلس إلى التركيز فالمناقشة والشرح والتبيين.
أسمعها حين تتكلم عن حوافز السلوك الإنساني (ص ١٧) فتقرر أن الكثير من سلوك الإنسان يصعب علينا تعليلة، وأننا (. . . قد نفلح في تقديم تبريرات بارعة ولكنها قد لا تجد القبول حتى منا أنفسنا. . .) ثم تعمد إلى الشرح والإيضاح بقولها (. . . أمثال ذلك كيف تستبد بنا ثورة الغضب إذا كان علينا أن ننتظر دقيقة واحدة، على حين أننا نقف في أوقات أخرى في الصف ننتظر دورنا هادئين مدة نصف ساعة!؟ ولم ننزل عقوبة صارمة بطفل ما لأنه ارتكب هفوة يسيرة على حين نتجاوز عن أخطاء له أشد شناعة؟)
ثم اسمعها حين تتحدث في موضوع آخر عن الصراع بين الدوافع (ص ٢٨) قائلة (إننا كثيرا ما نشك فيما قد يصدر عنا من أحكام، وكثيرا ما نعيد النظر كرات فيما اخترناه متحسرين على سابق اختيارنا الذي قد يبدو لنا أننا كنا فيه غير موفقين) ضاربة المثل بالطالب الذي يتخلى عن إخوانه في حفل بهيج ليعود إلى استذكار دروسه استعدادا لامتحان مقبل من أنه (. . . يشعر شعورا قويا أثناء الاستذكار أن هناك قوة تجذبه إلى الحفل، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه القوة من السلطان بحيث تغير اختياره فإذا هو مسرع إلى إخوانه، وعندئذ فقط يشعر بصوت الضمير محاولا في يأس أن يجذبه إلى عمله. . . وأيا كانت الرغبة التي تنتصر في النهاية والتي نفسح السبيل لها في حياتنا. . . فإن الرغبة المهزومة لا تموت، ولكنها تثور بين وقت وآخر. . .)
وهكذا لا تتناول نقطة من نقاط الكتاب إلا وتستوفيها شرحاً وتمحيصاً ولقد لفت نظري واستوقفني طويلا قولها في صفحة ٤٦ (. . . وهنك خطأ يسهل الوقوع فيه وهو أن