تعرض على - عميلك - توكيدات غير حقيقية كأن تقول: أنا واثق أنك ستتحسن قريبا أو ستحصل على عمل في القريب العاجل أو سيتهيأ كل شيء على خير ما يرام، فمثل هذه الملاحظات فضلا عن أنها لا تطمئن - العميل - فإنها تسبب له شعورا بالشك في إمكان فهم القائم بالمقابلة للموقف وبالتالي قدرته على المساعدة)
فهل على الطبيب المعالج مثلا أن يصارح مريضه الطريح الفراش المعاني بحقيقة علته إذا كانت مستعصية ولا أمل له في الشفاء منها؟! أليس من الأفضل أن يتذرع بالحكمة فيطرد الوهم القاتل ما استطاع من فكره وأن يوهمه بأن علته هذه التي يشكو منها غير مزمنة ولا هي غير مستعصية. وأنه واثق الوثوق كله من أن حالته بأذن الله ستتحسن قريبا؟!
نعم، ليس من الحكمة ولا من الخير أن يكون المرء في جميع أحواله صادقا، ولا أن يكون في جميع ظروفه كاذبا، ولكنه يجب أن يكون للصدق موضعه، وأن يكون للكذب موقفه ومبرره
ورحم الله شيخ المعرة كم كان صادقا موفقا حين قال في لزومياته:
أصدق إلى أن تظن الصدق مهلكة ... وبعد ذلك فاقعد كاذبا وقم