للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضائعا بين الغث الكثير الذي لا ساحل له.

إن الألم ليملأ نفوسنا حين نجد الشوارع والميادين والصحف تغص بالإعلانات عن روايات، تعال سلم - ما تقولش لحد - أحبك أنت - قبلني يا أبي - لهاليبو - بيت الأشباح - في الهوى سوى. . وما إلى ذلك من الفوضى التي لا حد لها. وكم كنا نود من صميم أنفسنا ألا نقل عن الغرب في هذا الجانب، ولنا من طبيعتنا ما يساعدنا على ذلك، ولنا من أحوالنا ما يجعلنا في مسيس الحاجة إلى القصص الحية ذات المعاني التي تنهض بنا في كل شأن من شؤون الحياة.!

نفيسة الشيخ

الاقتباس من القرآن

. . أعتاد الكتاب والشعراء أن يضمنوا مقالاتهم وكتبهم وأشعارهم بعض آيات من القرآن الكريم. وربما لم تكن هناك أدنى صلة بين المقال والموضوع الذي نزلت الآية من أجله. لذلك عد العلماء هذا النوع من الاقتباس من النوع المحرم الذي ينبغي أن تعاف النفوس مساغه. . وفي ذلك يقول الإمام الحجة أبو عبد الله محمد المعروف بابن قيم الجوزية في كتابه (كنوز العرفان في أسرار وبلاغة القرآن). يقول في مبحث الاقتباس ما يأتي: - (. . . وقد أودعت جماعة من الشعراء وجلة من الكتاب الفضلاء في أشعارهم ورسائلهم وأنواع فصاحتهم التي هي من جملة وسائلهم آيات من كتاب الله تعالى وسموه اقتباس من القرآن. وهذا مما قد نهى عنه جلة العلماء وأفاضل الفقهاء الأتقياء وكرهوا أن يضمن كلام الله تعالى شيئاً من ذلك أو يستشهد به في واقعة من الوقائع كقولهم لمن جاء وقت حاجتهم إليه - ثم جئت على قدر يا موسى - وأشباه ذلك لأن ذلك كله صرف لكلام الله عن وجهه وخروج له عن المعنى الذي أريد به. . فمن التضمين النهي عنه قول عبد الله بن طاهر لأبن السرى حين ملك مصر وقد ورد رسوله وهديته إليه - لو قبلت هديتك نهاراً لقبلتها ليلاً - بل أنتم بهديتكم تفرحون - وقال لرسوله - إرجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون - وأوحش من ذلك وأعظم منه قول الشاعر: -

يستوجب العفو الفتى إذا اعترف ... بما جناه وانتهى عما اقترف

<<  <  ج:
ص:  >  >>