للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: (كلا ولكنها الحقيقة فاختاري لي الحياة أو الموت)

فقالت: (إنني سأعطيك مهلة عام فإذا لم تستطيع في خلالها إقناعي بأنك تحبني حقيقة وإذا لم تستطيع أن تبعث في نفسي عاطفة الحب نحوك فإني سأقضي عليك بأن تقتل نفسك)

قالت ذلك ثم بدأت تضحك ضحكاً عالياً فقال الروسي وهو عابس مقطب: (إذا حكمت بعد انقضاء العام بأنه لا أمل في الحياة معك فإني أفعل كما تريدين ولكن يكون لي عندك رجاء آخر)

قالت: (ما هو؟) فقال: (أن تقتليني أنت)

قالت: (لك ذلك) فقال: (ولكن هل تستطيعين؟)

فقالت: (ولم لا؟ أنه يستوي عندي أنه يستوي عندي أنا أن تقتل عندي نفسك من أجلي أو أن أقتلك بيدي) فقال الروسي: (إذن فما هديني على أنه بعد انقضاء العام إما أن تقتليني أو تتزوجي مني)

قالت: (أعاهدك على ذلك ولكن يجب أن تتذكر أنت أيضاً تعهدك عند انقضاء العام وألا تنتظر مني رحمة)

فقال: (لا وسط بين الحالتين فإما أن تكوني لي وإما أن أموت)

ومد كلاهما يده إلى الآخر فتعاهدا على ذلك

ومضى العام وهما يعيشان معاً في منزلهما بفينا وكان الليل ساجياً من ليالي الربيع الجميلة وهي جالسة على نمرقة بجانب الشرفة وهو جالس عند قدميها فقالت: (هل نسيت)

قال: (نسيت ماذا؟) فقالت: (هل نسيت عهدنا؟ إن اليوم موعده) فعرت جسم الروسي رعشة باردة وقالت له همساً: (أدن مني وأخبرني ما هو رأيك اليوم قي تعهدك قبل أن تسمع حكمي)

قال: (إنني أرتعش. . .) فقالت: (إذن فاسمع الحكم: (إنك قد أقنعتني بأنك تحبني فليس عندي شك في ذلك. . .)

وهنا ارتمى الروسي على قدميها ليقبلها فقلت: (لا تتسرع فإنك لم تسمع بقية الحكم)

فقال: ما الذي تعنين؟ فقالت: (إنك أقنعتني بأنك تحبني ولكنك لم تستطع أن تجعلني أحبك)

قال: (ما أشد قسوتك يا إديل!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>