للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأخبرها فاردوروف بأنه من أسرة ألمانية تنتمي إلى أصل روسي، وأن ضياعه في كونترلاند ولكنه لم يزرها منذ سنوات لأنه كان في العهد الأخير يزور بقاعاً مختلفة من الأرض.

وفي اليوم التالي زارها فاردوروف ودار الحديث عن زياراته لأمريكا الجنوبية وأفريقيا الشمالية وقرأ لها قصة أو قصتين من قصص إيفان ترجنيف. وكانت تصغي إلى حديثه متلذذة وتدعوه إلى تكرار زيارته فكررها. وصارت بعد ذلك تخرج معه إلى جبال التيرول وإلى غيرها من المتنزهات وتدعوه للعشاء كل ليلة فأخذ الناس يتحدثون عن علاقاتهما وعن احتمال زواجهما قبل أن يتم التفاهم على شيء من ذلك.

وفي ليلة من الليالي كانا جالسين معاً في المنزل فقالت إديل

(إننا سنفترق سريعاً يا فاردوروف) فقال: (لماذا؟)

قالت: (لأنني تغيبت عن المنزلي طويلا وأريد العودة، فهل تزورني هناك؟) فقال: (ما الذي تعنين؟ هل تحبين ألا أزورك)

قالت: (ما الذي تعنيه أنت؟ إنني أتأثر كثيراً إذا ابتعدت عنك) فقال الروسي بلسان متلعثم: (هل تسمحين؟. . . ألا يغضبك. . .؟)

قالت: (تكلم! ما الذي يمنعك من الكلام) فقال: (إنني أحبك يا إديل)

فأطالت البارونة التحديق في وجهه فقال: (لا تمنعيني عن الكلام حتى أقول كل ما أريد)

قالت: (ولكنني لم أعد أؤمن بالحب) فقال الروسي: (أعرف ذلك ولم أعلل نفسي قط بأنك ستجازينني على حبي بمثله ولكنك قلت لي مراراً إنك تعيشين بغير غرض ولا تسرين من أي بواعث السرور فعيشي معي زوجة لي وأنا الكفيل بأن ينشأ في قلبك ميل لي بعد الزواج)

فنظرت إديل نظرة شاردة من النافذة دون أن تجيبه بأي جواب وسكت الروسي لحظة ثم قال. . (قرري يا سيدتي بكلمة منك إما حياتي وإما موتي)

فأجابته وهي تبتسم: (الحياة أو الموت؟)

قال: (نعم إنني أعني ما أقول فإني أفضل الموت إذا لم تحبيني. .

فقالت المرأة التي لا قلب لها: (هذا مجرد تعبير)

<<  <  ج:
ص:  >  >>