وقال المستعمرون انهم يعملون على إنماء ثروة إندونيسيا. ربما كان صحيحاً، ولكن هل أدى ذلك إلى تحسين حال الإندونيسيين ورفاهيتهم؟ والجواب على ذلك: لا
صحيح أن إندونيسيا قد أصبحت قطرا غنيا عظيم الإنتاج يمج بالمصانع والبنوك، وتنتشر فيه الطرق الحديدية والسيارات، وتكثر بموانيه السفن والبواخر، ولكن الشعب الإندونيسي كان ينظر إلى تلك الثروة بكل حسرة لما أصابه من الحرمان والفقر المدقع. يقول الأستاذ (هلفرسن) الهولندي عندما ودع إندونيسيا: آه يا إندونيسيا الغنية. . . ولكن شعبك في عوز وفقر مدقع! ويقول الدكتور ليفرت (إن الأجور التي يتقاضاها العمال الإندونيسيون لا تزيد عما يسد الرمق).
على أن هذا البؤس كان مما دفع الإندونيسيين إلى أن ينهضوا والى أن يحاولوا رفع هذا الضغط الاقتصادي عن كاهلهم والى أن يعملوا على تحسين حالتهم الاقتصادية، وفي النهاية إلى أن يعملوا على تحرير وطنهم من ربقة المستمر وإعادة الاستقلال إليه. وهكذا استيقظت إندونيسيا من سباتها
وكانت الشركة التجارية الإندونيسية التي تأسست ١٩٠٩ أول حجر في هذا البناء الشامخ أصبحت الجمعيات والأحزاب الإندونيسية تعني بالتحرر الاقتصادي للإندونيسيين كما تعني بالتحرر السياسي ومن ثم كثرت الشركات الوطنية التجارية والصناعية
وفي ١٩٣٨ تأسست شركة (الملاحة والتجارة) للجمعية المحمدية، وقد كانت تهتم بتيسير نقل الحجاج إلى مكة، وساعدت كثيراً على تقدم حركة النقل التجاري الإندونيسية.
ثم أنشئ (البنك الإسلامي) تحت إشراف الجمعية المحمدية وبمجهود المرحوم الدكتور ستدمو قام في سورابايا (البنك الإندونيسي الوطني).
وهكذا سارت حركة التحرير الاقتصادي جنبا الجنب مع حركة التحرير السياسي، وفي ١٩٤٥ تحقق استقلال إندونيسيا ونحن نرجو لشعبها الرفاهية والقوة في ظل الاستقلال
قصة جوز الهند:
شجرة جوز الهندي زينة المناطق الحارة وحلية المناظر الطبيعية في الغابة، تمتاز بارتفاع هامتها وباعتدال جذعها النحيل وبتجرد ساقها من كل فرع أو غصن، وتتوج هامتها أوراقها الوارفة تتموج في الفضاء تحت ضربات الرياح فيسمع لحركاتها صوت يشبه حفيف