وإندونيسيا من أكثر الدول إنتاجاً لجوز الهند فهي تنتج ٢٥ % من المحصول العالمي وتصدر منه ما يزيد على ٥٠٠ , ٠٠٠ طن سنوياً.
وللجوز الهندي منافع جمة: فبداخله شراب لذيذ الطعم ويحيط به لب ناصع البياض هو غذاء شهي. وللجوز الهندي غلاف صلب يمكن استخدامه كوعاء وتغطيه ألياف يمكن صناعة الحبال منها وكذلك تستخدم في صباغة الأكلمة والمكانس أما السعف والأوراق فتستخدم وقودا وأما الجذع فيعتبر من أقوى خشب العمارة ويتخذ لبناء البيوت والجسور.
ولشجرة الجوز الهند قصة طريفة ترويها الأساطير الإندونيسية.
زعموا أنه كان يعيش في إندونيسيا في قديم الزمان ملك عظيم الشأن يخضع لسلطانه جميع الملوك المعاصرين. وكان لهذا الملك طاهيه قديرة تتفنن في صناعة الأطعمة الشهية والمأكولات اللذيذة ولا يفوقها أحد في براعتها أو مهارتها. وكان الملك فخوراً بها مزهواً في براعتها ويشملها دائماً بعطفه ورعايته وهدايا وجوائزه.
ولقدرتها الفائقة بعث الملوك بطهاتهم إلى قصر الملك ليأخذوا عن الطاهية فنها ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى السر وظل فنها قاصراً عليها.
وذات يوم كانت الطاهية مشغولة بطعام الملك فغافلها أحد ندمائه ودخل المطبخ خلسة واختفى في ركن من أركانه وظل يراقبها لكي يقف على سرها.
وكانت الطاهية تحمل على ذراعها طفلها الرضيع، وسرعان ما وقف النديم مبهوتاً مدهوشاً. لقد رأى الطاهية تحلب من ثديها لبنا صبته في الإناء الذي يفور فيه الطعام المهيأ للملك. عرف النديم السر فتسلل من مخبئه وذهب تواً إلى الملك وأوقعه على الأمر.
ثار الملك وغضب على طاهيته التي تجرأت على أن تطعمه من لبن ثديها القذر، ولم ير سوى الموت عقاباً لها على جريمتها، وأمر بتنفيذ حكم الإعدام فوراً ولم يشفع لديه بكاؤها ولا توسلاتها.
عرفت المسكينة أنها هالكة لا محالة فدعت الإله في ضراعة أن يحمى طفلها الوحيد بعد موتها وسألته أن يرد جسمها بعد دفنه إلى شيء يستطيع أن يقوم لأبنها ولأعقابه بأجل الخدمات ودفنت جثتها في موضع بداخل الغابة، ولم تمض أيام على موت الطاهية حتى