أبوها بالبندقية؟ وكانت تمسك البطة الميتة وهي تعرف كيف تكون البطة الحية. فقالت لها المعلمة: نعم وقد رموه بالرصاص كي يخلصوه من الألم إذ لم يبق أمل بشفائه. وهكذا عرفت الموت
وفيما كانت في المقبرة كانت تتحسس كل حجر وكل رخامة إلى أن صادفت اسم فلورنس محفوراً على رخامة قبر. فسألت:(أين فلورنس الآن؟) هل بكيت عليها؟ من وضعها في الحفرة الكبيرة؟ أظنها ماتت جدا. وكانت المعلمة تتجنب أن تجاوب على أسئلتها. وإنما أفهمتها معنى الموت
وكانت هلن في حداثتها رقيقة الشعور جدا. ففي ذات يوم ألبستها أمها معطفاً أنيقاً، وكانت فرحة به جدا، وقالت لها أمها (يوجد غلام أعمى فقيرة ليس له مثل هذا المعطف. فما قولك؟ فما كان منها إلا أن جعلت تخلع المعطف لكي تعطيه للغلام. . فردته أمها عليها وقالت سأصنع معطفا غيره للغلام
وكانت رقيقة الإحساس نحو جميع الأحياء الذين حولها. وكانت إذا ركبت المركبة إلى جنب السائق نرجو منه أن لا يقرع الحصان بالقرعة فتقول له بلغتها. (حرام الحصان يبكي).
كانت في أوقات الفراغ تخيط أو تطرز. ولكنها كانت تقرأ كثيراً، وفي قراءتها تمر أصابع يسراها على الخط العماني وبأصابع اليمنى تتهجى الكلمات، وحركات يدها سريعة جداً وفي ذات يوم علمها ابن عمها أبجدية التلغراف فتعلمتها بسرعة وكانت تخاطب بها كل من يعرفها بنقر أصابعها على كفه. عجيب أنها تفهم بسرعة ولا تنسى ما تعرفه
والغريب أنها تعلمت السباحة والغوص، وكانت تسوق المركبة ذات الحصانين. وبالطبق كانت معلمتها إلى جنبها لتقيها من الزيغان والحصان يقيها منه لأنه يرى الطريق وهي تلقى له اللجام على الغارب
وكانت كل أمنيتها أن تدخل كلية ردكليف لتدرس مع المبصرين والسامعين العلوم العليا، ولما دخلت الكلية انتخبها الصف الأول نائبة رئيس الصف والصف أربع سنين دراسة أعلاها الرابع
جميع كتب الدراسة والتعليم مكتوبة للعميان بالحروف البارزة. وللعميان آلات كتابية (تيب