ريتر) يستعملونها. وكان لهلن جميع الكتب العميانية ولها اله كاتبة خاصة. ومس سوليفان لا تفارقها وتساعدها مي كل ظرف من ظروف دراستها ففي الكلية درست النحو وآداب اللغة الإنكليزية. ودرست اللغة الألمانية واللغة الفرنسية واللغة اللاتينية واليونانية. ولما كان للعميان جميع الكتب المهمة في هذه اللغات بالحروف تيسر لهلن أن تقرأ بعض إلياذة هوميروس وبعض شكسبير. وأهم مؤلفات الألمان والفرنسيين.
والغريب أنها وهي في الكلية كانت تهتم بإنشاء كلية لتعليم العمى والبكم. وبذلت جهدا في هذا السبيل وألفت لجنة لهذا الغرض منها معلمتها وأمها وبعض موظفي مدرسة العميان التي درست فيها، وهي تعترف دائماً بأن مس سوليفان صاحبة الفضل الأعظم عليها وأنها أمها الثانية، ثم إنها جعلت تسعى لتحويل هذا المشروع فكتبت للكثيرين أن يمدوه بالمال. فلا بدع أن نراها وهي في سياحتها في الشرق توجه كل اهتمامها إلى مدارس العميان والسعي لمساعدتها.
وانتهت هلن من كلية رد كليف بنجاح فائق وأخذت مع المبصرين والسامعين درجة بكالوريوس علوم. وما قنعت بهذا بل طمحت إلى الجامعة لكي تحصل على دكتوراه في العلوم ثم دكتوراه في الفلسفة.
ولما بلغت العشرين من العمر وكانت قد انتهت من الدرس شرعت تكتب تاريخ حياتها الذي طبع في سنة ١٩٠٣ أول مرة ثم طبع سنة ١٩٣٢ مرة ثانية.
وكانت مجلة السيدات تنشر مقالاتها وجميع أخبارها وأخبار مس سوليفان عنها.
وبكل أسف ليس في كتاب تاريخ حياتها الذي نحن بصدده شيء عن حياتها بعد كتابة كتابها الأول. وإنما هناك كتاب أخر بعنوان يستوفي بقية حياتها في الجامعة وبعدها. وأتأسف أنه لم يتيسر لي الحصول عليه.
ولمس سوليفان فصل طويل في مسائل هلن عن الوجود والله والطبيعة، فكانت مس سوليفان تسوف الأجوبة على هذه الأسئلة إلى أن تنتهي هلن من الجامعة ودرس الفلسفة
هذه هي هلن كلر التي هي كتلة عقل في دماغ طري مرن، وكتله أعصاب في بدن شديدة الحساسة ماعدا أعصاب السمع والبصر. والذين رأوها في مصر دهشوا من مقدرتها في التعبير عن نفسها وأفكارها. ومنهم كثيرون لم يصدقوا هذه المقدرة لأنهم رأوا وجهها يشع