للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المرأة التركية، وخروجها إلى ميدان الحياة، ولم يقتصر على ذلك، بل نادي بتغير الزي بما يتناسب وروح العصر، وجعل القبعة غطاء الرأس لجميع أفراد الشعب التركي. . كما أصدر قانوناً بإلغاء الرتب والاقاب، واكتفى بأن جعل لكل عائلة لقبا تعرف به، وبذلك عرف باسم (أتاتورك) أي والد تركيا

حقا: لقد كان مصطفى كمال، والد تركيا، وزعيمها الأكبر، فإليه يرجع الفضل في نهضتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فهو الذي جدد معالمها، وخلقها آخر، وجعلها من أقوى الدول الشرقية

ومما عرف عنه، أنه كان يكره أن يعزى إليه كل الفضل في بناء صرح النظام الجديد، بل يعزو نجاحه إلى وطنية الشعب التركي، وإخلاص رفاقه القائمين معه بأعباء الدولة، وكان يكره أيضاً أن يوصف عهده (بالكمالي)، أو أن يقال أن الشعب التركي ينتمي إلى الحزب الكمالي، وذلك لأنه يعتقد أن ليس في البلاد حزب كمالي، وحزب غير كمالي، لأن الشعب كله حزب واحد، هو حزب الوطن، يسعى لخير الأمة، ويعمل على رفع منارها

ولقد كان للأتراك في مصطفى كمال ثقة عمياء، وقد سئل أحدهم عنه مرة فقال (انه صفوة الرجولة التركية، ونموذجها المعصوم عن كل خطأ) لقد كمال زعيما وطنيا مخلصا، أحيا وجاهد، واصلح وشرع. . . (ولم يكن رجلا من رجال المصادفة والحظ، يرفعه إلى البطولة خلو الميدان، ويدفعه إلى الزعامة غباء الأمة، وإنما كان من الصفوة المختارة الذين يضع الله فيهم الهداية للقطيع الذي يوشك أن يضل، والحيوية للشعب الذي يأبى أن يموت. . .)

الإسكندرية

عبد الباسط محمد حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>