أخذ يخطب في المؤتمر الوطني. . وقال للنواب:(إن السلطنة شئ. . والخلافة شيء آخر. . ولابد من الفصل بينهما وإلغاء الأولى. .)
وحينما طال الاجتماع - وكثرت المناقشات. . ضجر مصطفى كمال من طول الانتظار. . فاقتحم القاعة وقال. (لقد اغتصبت السلطنة العثمانية السلطنة من الشعب. . ومن حق الشعب أن يستردها. . ويفصل بين السلطنة والخلافة. . ويجب عليكم أن توافقوا على هذا القرار. . وإلا كلفتكم المعارضة ثمنا غاليا هو. . . رؤوسكم. .) وما أسرع ما وافق الأعضاء. . وألغيت السلطنة. . وعزل السلطان وحيد الدين. . ونصب مكانه عبد المجيد خليفة للمسلمين. . دون أن تكون له صفه سياسية. . وبعد فترة قصيرة. . أعلنت الجمهورية. . وأصبح مصطفى كمال رئيسا لها. . ورئيسا لأركان حرب الجيش. . ورئيسا لحزب الشعب. . .)
نظر مصطفى كمال بعد ذلك إلى منصب الخلافة. . وكان يعتقد بعبث وجوده. . خصوصا وأن زعماء المعارضة بدءوا يتخذونه محورا لحركاتهم. وعملوا على تقويته بمختلف الوسائل، وكانت خطتهم تقضي بإعادة السلطة الزمنية للخليفة، وجعله سلطانا على الأتراك وفي سنة ١٩٢٤، قرر المؤتمر إلغاء الخلافة وحرمان الخليفة المخلوق، وأفراد العائلة العثمانية ذكورا وإناثا، من الإقامة داخل حدود الجمهورية إلى الأبد
عمل مصطفى كمال بعد ذلك على إلغاء الطرق الصوفية، لأنه رأى ما لمشايخ الطرق من تأثير على الجمعيات والاجتماعات السرية، والدعوة إلى المظاهرات، وأثارت العصبية الدينية ضد العهد الجديد، وفي سنة ١٩٢٥، صدر قانون بإلغاء الطرق، وإغلاق الزوايا، ومما قاله مصطفى كمال في ذلك، (إن هذا الظرف كان من خير الظروف للقضاء على هذه المخلوقات البغيضة التي شوهت الدين ومبادئه، وجعلت أماكنه أوكار جهل وعبث وفساد. .) كما أصدر تشريعا يقضي بمنع الإسراف في الأعراس، ومما جاء في هذا التشريع، (منع إقامة الأفراح لأكثر من يوم واحد، ومنع إقامة مآدب أفراح عامة، ومنع إهداء العروس أكثر من ثوبين. . .)
وعمل أيضاً على منع تعدد الزوجات، وتعليم البنات، وقد نص الدستور على التعليم الإجباري للأنثى كالذكر تعليما ابتدائيا، ويعتبر هذا التشريع خطوة كبرى أدت إلى سفور