يا شبابا حنفاء ضمهم ... منزل ليس بمذموم النزيل
يصرف الشبان عن ود القذى ... وينجيهم من المرعى الوبيل
اذهبوا فيه وجيئوا أخوة ... بعضهم خذن لبعض وخليل
لا يضرنكم قلته ... كل مولود وان جل ضئيل
أرجفت في أمركم طائفة ... تبغ الظن عن الإنصاف ميل
اجعلوا الصبر لهم حيلتكم ... قلت الحيلة في قال وقيل
أيريدون بكم أن تجمعوا ... رقة الدين إلى الخلق الهزيل
خلت الأرض من الهدى ومن ... مرشد للنشء بالهدى كفيل
فترى الأسرة فوضى وترى ... نشئاً عن سنة البر يميل
لا تكونوا السيل جهما خشنا ... كلما عب، وكونوا السلسبيل
رب عين سمحة خاشعة ... روت العشب، ولم تنس النخيل
لا تماروا الناس فيما اعتقدوا ... كل نفس بكتاب وسبيل
وإذا جئتم إلى ناديكم ... فاطرحوا خلفكم العبء الثقيل
هذه ليلتكم في (الأوبرا) ... ليلة القدر من الشهر النبيل
مهرجان طوف (الهادي) به ... ومشى بين يديه (جبرائيل)
وتجلت أوجه زينها ... غرر من لمحة الخير تسيل
فكأن الليل بالفجر انجلى ... أو كأن الدار في ظل الأصيل
أيها الأجواد لا تجزيكمو ... لذة الخير من الخير بديل
رجل الأمة يرجى عنده ... لجليل العمل، العون الجليل
أن داراً حطتموها بالندى ... أخذت عهد الندى أن لا تميل
إلى هنا تنتهي القصيدة ويبدو فيها شوقي مرشدا ينصح شباب الجيل بعدم الطعن في العقائد لأن الطائفية من شأنها التفرقة، والأمة لا تستطيع الوثوب إلى الأمام ومما شاة ركب النهضة إلا بالاتحاد، وأن الأمة التي لا تستطيع أن تذهب أبنائها وتجد لهم سبل العيش والثقافة ما هي إلا أمة مقضي عليها لا محالة وخصوصا إذا جمع أبناؤها (رقة الدين إلى الخلق الهزيل) لأن (الأمم هي الأخلاق) والله دره حين يقول: