وتقدم جيرازيم وحياه، واستقبل الحوذي صديقه استقبالا مناسبا وقدم إليه شايا وبعض الطعام ثم سأله عما يفعله فأجابه:
- في أسوأ الأحوال يا يجور. أني أعيش بدون عمل منذ أسابيع ألم نسأل مخدومك القديم أن يستعيدك إليه؟
- لقد سألته
- أو لم يقبل؟
- هناك من حل محله
آه. . . هذا هو السبب. تلك هي خطتكم أيها الشبان. تخدمون رؤسائكم حيثما اتفق، فإذا تركتم مهنتكم تكونون قد سددتم طريق الرجوع إليها بالأوحال. إلا يجب أن تقوموا بواجباتكم بحيث تنالون التقدير الحسن، فإذا رجعتم إلى مخدوميكم لا يهملونكم - بل يخرجون من حل محلكم. . .
- وكيف يكون ذلك؟ إنك لا تجد مخدومين على هذه الشاكلة في هذه الأيام كما إننا لسنا بملائكة!
- وما فائدة الكلام؟! إني أريد أن أحدثك عن نفسي: إذا حدث أني تركت عملي لسبب من الأسباب ورجعت إلى منزلي، فالسيد شاروف يقبلني عندما أرجع ويكون سعيدا بقبولي وجلس جبرازيم. لقد لاحظ أن صديقه يباهي بنفسه ورأى أن يسايره فقال:
- إني أعرف ذلك ولكن من العسير وجود رجل مثلك يا يجور. ولم لو تكن من أجود الخدم ما أبقاك سيدك في خدمته أثني عشر عاما
فابتسم يجور لأنه كان يحب المدح وقال:
- ذلك هو الواقع. لو انك اتبعت نظامي في الحياة والعمل ما وجدت نفسك عاطلا شهرا بعد شهر