للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقاموا صروح المدينة الشرقية التي غابتها سعادة الإنسانية وخدمة البشرية، فاحتفظوا بحرية أوطانهم قرونا عديدة، حتى انهارت ممالكهم بخروج خلفهم عن السياسةالمرسومة التي وضعت لحفظ تراث المدينة الشرقية، أو يدرسوا حياة القادة الغريبين الذين فرضوا نفوذ حكوماتهم على الشرق، وكيف كانت نفوسهم تسموا على الصغائر. . لكن تصفو قلوبهم، وتنقى نفوسهم من ادرأن الحكم. فيسعوا متحدين لخلق قوة شعبية تناصرهم في منع التدخل الأجنبي في شؤون أوطانهم. وهذه الأمور المعنوية هي السبب الذي أوقع البلاد الشرقية تحت الاستعمار الغربي. وأوقع الملايو ضمنها. وملايا - كما عرفناها - قطر صغير مقسم إلى عدة أقسام يشرف على كل منها حاكم يلقب بالسلطان كان يحكم بلاده حكما إقطاعياً. وقد زال هذا الحكم بانتشار الوعي القومي بين الشعب الملايوي، وبانتشار النفوذ البريطاني في مصالح الدولة.

أوجد الاستعمار البريطاني في الملايو إصلاحا عمرانيا. فقد جيش الوطنيين في إصلاح الطرق وإنشاء الكبارى. واستغل جهودهم في التعمير والبناء. فخطوط السكك الحديدية تقطع ملايا من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غر بها. وغدت بعض بلدانها مراكز هامة للتجارة الدولية. وقد اشتهرت (سنغافورة) خلال القرن الرابع عشر بمركزها التجاري للشعوب القاطنة على سواحل المحيط الهادي والهندي. واستمرت شهرتها التجارية حتى الآن، كما اشتهرت بمركزها الإستراتيجي. وفي سنغافورة جاليات أجنبية كثيرةمن شعوب مختلفة. هاجرت أليها ابتغاء المعيشة. وفتحت بريطانيا أبوابها أمام شعوب العالم لتغدو مدينة تجارية حرة في الشرق الأقصى. ثم اشتهرت بعد سنغافورة (ملقا) في القرن السادس عشر، وأصبحت مركزا تجاريا دوليا وخشيت بريطانيا أن تنافس ملقا جزيرة سنغافورة من ناحيتها التجارية فأغلقت أبوابها أمام التجارة الدولية. وأمست ذات مركز تجاري ثانوي. . ولا نغمط الاستعمار فضله في إنشاء ملايا وتعميرها؛ فقد قبل الاستعمار الأوربي قطعة ارض تمسها يد الإصلاح. ولما دخلت في عهد الاستعمار الغربي أحالها إلى قطعة جميلة توفرت فيها وسائل الترفيه والكمال. وغدت مدنه الكبرى في مستوى البلدان الراقية في الشرق ولم يعمل الحكم البريطاني على نشر الثقافة والتعليم بين الشعب الملايوي. ويعد القارئ الكريم أن من مبادئ السياسة الاستعمارية الغربية في الشرق عدم نشر التعليم بين

<<  <  ج:
ص:  >  >>