٣ - ولايات ملايا اللا متحدة وتتكون من أربع ولايات هي (١) كدة (٢) برليس (٣) كلانتان (٤) ترنجانو، ولكل ولاية من هذه الولايات سلطان وطني عليها. ويذكر التاريخ الحديث أن ولايات (كدة وكلانتان وترنجانو) كانت خاضعة لمملكة سيام البوذية، وفي عام ١٩٠٩ عقدت بريطانيا وسيام اتفاقية بمقتضاها انضمت هذه الولايات الثلاثة تحت علم الاتحاد البريطاني وأمست خاضعة للحكم البريطاني، وسميت بولايات ملايا اللا متحدة، ثم في عام ١٩١٤ - انضمت ولاية (جوهور) إلى الولايات الملايوية اللامتحدة، وقبلت مستشارا بريطانيا لها، وهذه الولاية في مقدمة الولايات الملايوية تقدما وعمرانا.
لنلق نظرة خاطفة على التقسيمات الإدارية التي أجرتها بريطانيا في ملايا لنستشف من ورائها ما تخبئه السياسة الاستعمارية البريطانية من غايتها تقسيم ملايا إلى ثلاث وحدات سياسية، لكل منها أسلوبها الخاص في سياسة الحكم.
أن سياسة فرق تسد لا تزال الحكومة البريطانية تتبعها في مستعمراتها، فهذه التقسيمات الحكومية لملايا حاجز منيع أرادت به بريطانيا أن تضع ستارا بين كل ولاية وأخرى يضعف العلاقات القومية بين كل منها. فتصبح الولاية غريبة عن الثانية. ليس هناك عامل قومي يربط بين سكانها وأوجدت السياسة الاستعمارية البريطانية بجانب هذه التقسيمات الإدارية حصارا شديدا على للملايويين منعهم عن مباشرة حقوقهم الشرعية في إنشاء المؤسسات السياسية والثقافية التي تهيئ الشعب لحياة الحرية والاستقلال، فمنذ بدأ الحكم البريطاني للملايو إلى أن وضعت الحرب العالمية الأخيرة أوزارها كان الاشتغال بالسياسة محرما على الشعب الملايوي. ولما بدأ الاحتلال الياباني للملايو في فبراير عام ١٩٤٢ نفخ اليابانيون في أبواق الدعاية اليابانية (آسيا العظمى) و (الرخاء الآسيوي) فدب النشاط الفكري في المجتمعات الملايوية: وأقبل اليابانيون على تدريب الشبان للملايويين على الأعمال العسكرية: فشعر الملايويون بحياة جديدة أساسها التقشف والخضوع.
لقد نهجت الحكومة البريطانية هذه السياسة في إدارة شؤون الملايو. وهي سياسة استعمارية بحتة تتناف مع الحياة في عصر النور.
كنا في ديسمبر عام ١٩٤١ والقوات اليابانية تكتسح القوات الاستعمارية في الشرق الأقصى