وتطردها عن هذه البقعة التي يسيطر الاستعمار الأوربي منذ ثلاث قرون. فالقوات اليابانية الصفراء تنتقل من نصر إلى نصر في معاركها ضد القوات المتحالفة في الباسيفيك وفي جنوب شرق أسيا. وفي ٨ ديسمبر عام ١٩٤١ قذفت القوات اليابانية السائرة نحو جنوب أسيا أول قنبلة على (سنغافورة) تم تابعت سيرها على الملايو لإقصاء القوات البريطانية عنها. وفي ١٥ فبراير عام ١٩٤٢ وهو يوم تاريخي في حياة الاستعمار البريطاني في الشرق الأقصى عقدت وثيقة تسليم سنغافورة إلى القوات اليابانية حيت اجتمع الجنرال مع الجنرال الأول ممثل من الحكومة البريطانية: والثاني عن الحكومة اليابانية في ووقعا على وثيقة تسليم ملايا إلى القوات اليابانية وغدت ملايا محتلة يابانية.
لقد دخلت ملايا في عهد جديد من حياتها العامة فالسلطات اليابانية المحتلة فرضت نظامها العسكري على الشعب الملايوي ذلك النظام الذي أحال الحياة في الملايو إلى جحيم.
ضمت الحكومة اليابانية الملايو إلى جزيرة سو مطر. وكونت منهما دائرة واحدة لها حكومة خاصة تحت أشراف قائد عسكري. ولما صفيت الملايو من القوات البريطانية، وانتشى اليابانيون بخمرة النصر، واصبحوا سادة الشرق الأقصى قدموا بعض الولايات الملايوية هدية إلى مملكة سيام البوذية جزاء للأعمال الجليلة التي قامت بها سيام نحو القوات اليابانية خلال زحفها إلى الملايو. فعندما كانت المعارك الطاحنة تدور بين القوات اليابانية والقوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأخيرة في الشرق الأقصى لم تجد القوات اليابانية منفذا لها لاكتساح الملايو. فأفسحت سيام المجال أمامها بالدخول من أراضيها والتغلغل في الأراضي الملايوية. وجزاء لهذه الخدمة الحربية التي قدمتها سيام لليابان سلمت الحكومة اليابانية ولايات (كدة. برليس. كلانتان. ترنجانو) الملايوية إلى حكومة سيام لتستعمرها وتستعبد أهلها. . .
دار الزمن دورته ودارت عجلات الحياة في الملايو تحت احتلالها. فقد قامت بأعمال تتضاءل أمامها أعمال الشياطين. . . وفي ١٠ أغسطس عام ١٩٤٥ ترنح ذلك القزم الشرقي الجبار تحت تأثير قنبلتين ذريتين ألقيتا عليه واستسلم للقوات المتحالفة. وهنا تتحرك السياسة الاستعمارية البريطانية لوضع نظام الحكم الجديد للملايو. ففي ١٥ سبتمبر عام ١٩٤٥ بسطت السلطة العسكرية البريطانية نفوذها على الملايو. وعاد الشعب الملايو