البريطانية إلى الملايو. وقدم مذكرة إلى سلاطين ملايا ليوقعوها. وتنص هذه المذكرة بأقرار الموقعين عليها تسليم سلطتهم إلى ملك إنجلترا. . ثم في أول أبريل عام ١٩٤٦ ظهرت على مسرح الحياة في الملايو الحكومة الجديدة التي أوضحت في الكتاب الأبيض. وهي حكومة (ملايا المتحدة) شملت جميع الولايات والمقاطعات الملايوية وهي حكومة مركزية تولى رئاستها الحاكم البريطاني وهو السير أدوا رد جنت. ويستمد سلطته من حكومة لندن. وبظهور هذه الحكومة توحدت أجزاء ملايا. واصبح لملايا حكومة واحدة لا ثلاث حكومات كما كانت قبل الحرب العالمية الثانية، وخسر سلاطين ملايا مركزهم العالي وهو سلطتهم.
أنشئت حكومة ملايا المتحدة مجلساً تنفيذا وآخر تشريعيا يعاونان الحاكم البريطاني في إدارة شؤون الدولة وأنتخب أعضائها من البريطانيين ذوي المراكز العالية في الحكومة الجديدة ومن ممثلي طبقات الشعب. وأنشأت أيضا مجلسا تنفيذيا لمقاطعة سنغافورة وآخر تشريعيا. وانتخب أعضائها من أتنين وعشرون عضوا نصفهم بنتيجة الحاكم من أعضاء الحكومة البارزين والنصف الآخر من ممثلي الأحزاب السياسية ويشترط فيهم أن يكونوا من رعايا بريطانيا ومولودين في المستعمرات الجديدة وقد قامت حركات وطنية ضد الحاكم الجديد وقامت الأحزاب السياسية بتنوير أذهان الشعب حول الحكم الجديد وما يخبئه لمستقبله. واتحدت كلمة الشعب الملايوي على رفض النظام الذي سلب كل حق كان يتمتع به سلاطينه.
مضى النظام الجديد في عمله ما يقرب من عام واحد وهو يترنح تحت ضغط الشعور القومي الملايويالذي ناصبه العداء منذ مولده. وقد كان هذا النظام تجربة استعمارية لمعرفة مدى قبول الشعب الملايوي للاستعمار البريطاني في وضعه الجديد وقد باءت بالفشل. فالشعب الملايوي التف حول زعمائه لدفع الحكم الجديد الذي أظهر مناوأته للحياة الملايوية الجديدة الرامية إلى مقاومة الاستعمار وإزالته عن ملايا وفي فبراير عام ١٩٤٧ شيع الحكم الجديد إلى مقبرته وظهر بعده حكم آخر أساسه الاتحاد فقد أستبدل الاستعمار البريطاني حكومة ملايا المتحدة بحكومة أخرى هي حكومة الاتحاد الملايوي وضمت كافة الولايات الملايوية عدا مقاطعة سنغافورة. فإنها بقيت خارج الاتحاد. حيث اعتبرت التاج البريطاني.