للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد أعاد الحكم الجديد إلى سلاطين ملايا نفوذهم بعد ما سلبته الحكومة السابقة. وصاروا يتمتعون بسلطتهم كما كانوا قبل الحرب العالمية الأخيرة. وأفسح الحكم الجديد المجال لممثلي الشعب الملايوي بإيجاد مقاعد لهم في مجلس التنفيذ والتشريع الجديدين. وتولى بعض الوطنين مناصب الوزارة وإذا دققنا النظر في الحكومة الجديدة يظهر لنا أنها حكومة استعمارية، فقد ترأسها حاكم بريطاني برتبة مندوب سام وأشترك الأجانب في التمثيل. فمجلس التنفيذ والتشريع مكون من خمسة وسبعين عضوا منهم أربعة وعشرين عضوا من موظفي الحكومة ذوي المناصب العالية وتسعة وزراء ممثلون عن مجالس الولايات التي شكلت الحكومة الاتحادية وعضوان عن مقاطعة فينانج وملقا، وخمسون عضو، منهم اثنان وعشرين من الوطنين، وأربعة عسر من الصينيين وخمسة من الهنود وسبعة من الأوربيين، وعضو واحد من السيلانيين، وعضوا واحد أيضا عن المولدين.

هذه هي تشكيلات الحكومة الجديدة، وقد قبلها الشعب الملايوي مكرها وخلال هذه التطورات السياسية في أنظمة الحكم نشطت الحركات القومية التحريرية في جميع أنحاء ملايا لمقاومة الاستعمار البريطاني في ثوبه الجديد.

أنشأ الأحرار الوطنيون الأحزاب السياسية للسعي لاستقلال الملايو، وهي أول خطوة سياسية فعالة في جيل الاستقلال والأحزاب السياسية كالماء والهواء للشعوب المستعبدة لا تستطيع الاستغناء عنها فهي تكافح الاستعمار وتنشر الروح الوطنية وتلهب المشاعر والاحساسات القومية، وتجعلها شعلة نار متوقدة، وأهم الأحزاب السياسية الملايوية هي:

١ - حزب الاستقلال الملايوي، ٢ - الهيئة الشعبية الملايوية المتحدة، ٣ - حزب العمال، ولكل من هذه الأحزاب برامجها الخاصة في الكفاح والنضال لتحرير ملايا من الاستعمار وأقوى الأحزاب وأعظمها نفوذا هي (الهيئة الشعبية) فهي التي تقف أمام الحكومة الاستعمارية لتدافع عن حقوق الشعب المهضومة، وتطالب الحكومة البريطانية باستقلال ملايو، وتنتشر فروعها في جميع أنحاء ملايا، ولها منظمات كثيرة للشبان فهم سواعد في الكفاح والجهاد، ويؤيد الطلبة الملايويون المنتشرون في الشرق الأوسط والأدنى الهيئة الشعبية في مطالبها الوطنية وجهاد المقدس. وهؤلاء هم طلائع الدعاية الوطنية الملايوية في أنحاء الشرق. وقد بعثوا بمذكرات إلى الحكومة البريطانية يؤيدون فيها مطالب وطنهم،

<<  <  ج:
ص:  >  >>