ويطالبون الحكومة البريطانية بتسليم السلطة في ملايا إلى الوطنيين. وتدل الحياة اليوم في الملايو على نشاط الأحزاب السياسية الملايوية في حركتها التحريرية، وهو نشاط ينبئ بالنجاح في تحقيق الحرية والاستقلال لملايا أن أمام الملايوين الأحرار مشاكل ومصاعب شتى تعترض سبلهملتحقق استقلال ملايا في زمن قصير وتتطلب هذه المشاكل رؤوسا مفكرة عاملة لحلها، وقد أبرزت الحياة الملاوية الحديثة زعماء ومفكرين يعملون في الحقل الوطني، وأنتجت أعمالهم شعور الطبقة المتعلقة من الشعب الملايوي بالواجبات الملقاة على عواتقها نحو وطنها. وتكونت منها دعامة قوية من دعائم الاستقلال، تقوم عليها ملايا في بناء حياتها الحديثة. والبناء هو أول ما تطلبه ملايا - اليوم - في حياتها الجديدة، وهو شامل لكل مناحي الحياة لشعب اعترض سبيله الاستعمار قرونا لكي ينهض ويسير في ركاب الحياة، وتنشر التعليم بكل وسائله المعروفة يؤدي إلى فتح آفاق واسعة من المعرفة بين جمهور الشعب، وقد كان الاستعمار خلال عهده الطويل في الملايو مبعدا الشعب الملايوي عن مناهل العلم، فخلال الحكم البريطاني الطويل استمر ثلاثة قرون حتى أوائل الحرب العالمية الثانية لم تخرج المدارس الحكومية في الملايو مهندسا أو محاميا أو طبيبا. فما معنى ذلك؟
لست أجيب القارئ عن هذا السؤال فهو اعلم بأسبابه مني.
لقد قامت الهيئات التبشيرية والأوربية والأمريكية في الملايو بفتح المدارس والمعاهد، وكما قامت الهيئات والمنظمات الصينية أيضا بفتح المدارس لأبنائها. وأنشأ الملايويون في الأيام الأخيرة مدارس لتثقيف أبنائهم بالثقافة الوطنية التي ترتكز على حب الوطن والعلم والمعرفة. وفي الملايو اليوم مدارس ثانوية وعالية تابعة للحكومة المستعمرة والجاليات الأجنبية وللوطنيون وأشهرها كلية السلطان إدريس للمعلمين، وكلية البنات الملايوية، ومدرسة الهندسة بكوا لا لمفور: ومدرسة الزراعة بسلا نجور، وكلية رافلس للمعلمين الإداريين. وكلية الطب، وهاتان الكليتان هما نواة للجامعة الملايوية. هذه هي المدارس الثانوية والعالية في قطر يزيد عدد سكانه علة خمسة ملايين نسمة، نصفهم من الوطنيين، والنصف الأخر من الأجانب. وفي البلدان الشرقية طلاب ملايويون منتسبون لمعاهدها العالية وجامعاتها، وهم النواة الأولى للطلبة للملايويين الذين سيحملون مشاعل الحرية إلى