بريطاني فتتعمد أن تعزز نظرياتها بالبحوث الاقتصادية والاجتماعية والفلسفة السياسية التي سجلها المصلحون البريطانيون في معالجاتهم لمساوئ الثورة الصناعية التي قلبت أوضاع المجتمع البريطاني في القرن الثاني عشر
وينفرد (أورين بيفان) من بين أقطاب حزب العمال بأن يجمع في شخصيته مزيجاً من كلا العنصرين. فقد وفر له عمله في المناجم وتنظيم النقابات خبرة ثمينة وفهماً صادقاً لعقلية العامل البريطاني وحاجاته ومطالبه وحقوقه وواجباته. وكذلك استطاع المستر بيفان بفضل دراسته العميقة للاشتراكية البريطانية أن يجاري أقرانه من المثقفين من قادة حزب العمال الذين انضموا إلى الحزب برغم أن تربيتهم الجماعية التقليدية ونشأتهم في أوساط مترفة محافظة كانت تؤهلهم إلى غير ما اختاروه من معتقدات اشتراكية ونشاط سياسي يعنى بمشاكل الطبقات الفقيرة التي كانت تفصلهم عنها ستائر كثيفة من الفوارق الاجتماعية والفكرية والمصالح الذاتية
والمشهور عن الأدب السياسي في بريطانيا أنه شغوف ينشر البحوث القصيرة الموجزة لمشكلة من مشاكل الساعة في كتيب أو كراس أو مقال مدروس يظهر في نوع خاص من المجلات البريطانية تحرص على أن تعالج السياسة ودقائقها معالجتها لفنون الأدب وألوان الثقافة العامة
والجدل الذي يدور هذه الأيام بين أنصار المستر بيفان ومعارضيه في حزب العمال يتبع هذا التقليد البريطاني في الأدب السياسي. فقد أصدر الطرفان في الأشهر الأخيرة عدداً من الكراريس والنشرات والمقالات تشرح وجهات نظرها على أرفع ما يكون الأدب السياسي من نقاوة وعمق وتدقيق
فللمستر بيفان مجاله الخاص في مجلة (تريبون) التي تحررها زوجته، وكل مقال أو كتيب ينشره هذا القطب السياسي يولد صدى أبعد وأوسع من العدد المحدود من بيع المجلة أو الكتيب، امتد هذا الصدى في الآونة الأخيرة إلى درجة أزعجت المستر أتلي رئيس حزب العمال وزملاءه من أدمغة الحركة الاشتراكية البريطانية الذي اتخذ المستر بيفان سياستهم وآرائهم هدفاً لنقده العنيف. ولم يجد المستر أدلي وجماعته بداً من أن يواجهوا تحدي المستر بيفان بنفس السلاح فتألفت من بينهم جماعة من الكتاب السياسيين أطلقت على