ولسنا ندري ماذا فعل هؤلاء الناس للإسلام حتى يخشوا الخروج عليه، ويتصنعوا الدفاع عنه! إن الإسلام لم يزل قريباً في مصر وفي كل بلد إسلامي، وإن شعوبه لم تزل رازحة تحت نير الاستعمار دون أن تقوى على تحطيمه، وإن قانون السماء لم يزل مبعداً لا ينظر إليه، ولا يكترث لوجوده، وإن شريعة الله لم تزل مضطهدة في كل رقعة إسلامية لا يعترف بقدرها، ولا يسأل عن كيانها.
ولسنا ندرى ماذا يضير الإسلام أن يكون للمرأة صوت انتخابي، وأن تدخل تحت قبة البرلمان وهو الذي أقر كتابه تلك المرأة التي تحكم حكماً ديمقراطياً شوريا، وسمح لها تناقش الخليفة في أمور الدنيا والدين، والتي بايعت الرسول كما بايعه الرجل سواء بسواء، وحابت معه في كل ميدان، وشاطرت الرجل الجلوس في بيوت الله.
إذا كان هؤلاء الناس يخسون على الأخلاق أن تزاحم المرأة الرجل، وأن تمهد للسفور والاختلاط بحقوق السياسة. فالملاهي والمراقص والحانات ودور اللهو والعبث أصبحت مجالا فسيحا للمزاحمة والاختلاط والسفور.
أليس من العار أن يتحدى الهيئات الإسلامية (شرذمة النساء) وتعقد من أجلها المؤتمرات، ويبعثر المال في النشرات وبرقيات الاستنكار والاجتماع؟ بل أليس من العار أن يتحدى هذه الشرذمة أيضاً رجال الدين فيصدرون الفتوى تلو الفتوى كأن لهم مصنعا من الفتاوى يخرج العشرات في كل لحظة؟
إننا نود أن نقول للفريقين رويدكم فإنكم تناضلون في ميدان لا بركة فيه ولا خير يرجى من ورائه. إنكم توهمون أنفسكم بأنكم تناضلون في سبيل الوطن والدين، وتزعمون أنكم تجاهدون في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ولو صدقتم في نضالكم وجهادكم لحققتم أماني الوطن وأعززتم الإسلام بتحقيق مطالبه. ولكن. . وما أمر ولكن على من ضل سمعهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.