في الميل إلى أحدهما آو زيادة في الاهتمام به. والمرحلة الثانية: - الاختلاف إلى أبي هلال والتردد عليه، بل مصاحبته مصاحب شديدة في أبواب الكتاب العشرة وفصوله الثلاثة والخمسون أستمع أليه فأفهم عنه وأعنون له. ولم أنس أني إنما سعيت لقائه لاحق حقا آو لأبطل باطل. فلم يغب عني وأنا في حضرة ما قاله: صاحب (النقد المنهجي) فيه. وكثيرا ما قررت كي صاحبي آو ترجمته موضحا عبارته، مستخلصا فكرته، وأضع إياها في ميزان النقد العام بها تثقل وترجح بينما مبين الدكتور قد شال بها وخف.
لهذا بعد أن فرغت من لقاء أبي هلال وودعته قمت بعملية تجميع للتهم التي وجهها إليه الدكتور مندور وناقشت واحدة واحدة وتلك كانت المرحلة الثالثة.
وكانت الخاتمة، فنبهت إلى أن أبا هلال وإن كان قد تأثر في البلاغة والنقد وجمعها بل ومزجها في كتاب فليس هو بدعا في هذا، لا في تاريخ النقد العربي ولا في تاريخ النقد العام
البلاغة والنقد ووظيفتهما
البلاغة بمعنى الكلام البليغ هي الأدب، وهي بهذا الاعتبار مادة البحث وموضوعة للبلاغة الإصلاحية والنقد الأدبي. ولن أتعرض لها هنا من الناحية، كما لن يكون من همي أن أتتبع تلك التعريفات التي أوردها أبو هلال في صدر كتابه وعلق عليها شارحا موضحا. بل يعنني من البلاغة ما كان يفهم قديما وما يفهم الآن من كلمة (البلاغة). أعني هذه القواعد وتلك التقاسيم آلت كونت هذا الثالوث الضخم (المعاني والبيان والبديع) ووظيفتهما: - أنها ترشنا إلى أحسن الوسائل التي تجعل كلامنا ممتعا نافعا مؤثرا. أما النقد الأدبي فهو من دراسة النصوص وتمييز الأساليب). ووظيفته (تقويم العمل الأدبي، وتحديد مكانه في خط سير الأدب) فكل منهما يدور حول تحقيق الصدق والقوة والجمال في النتاج الأدبي.
نشأة البلاغة وتطورها إلى عهد أبي هلال
من حسن فهم أبي هلال لطبيعة الأشياء هذا النص الذي نقله عن مجموعة التحفة البهية الدكتور زكي مبارك أن البلاغة ليست مقصورة على أمة دون أمة، ولا على ملك دون سوقة، ولا على لسان دون لسان. بل هي مقسومة على اكثر الألسنة. فهي موجودة في كلام