للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القدماء وليست مبتكرة، يرد بذلك على المتحدثين الذين ادعوا اختراعها والسبق أليها وهي: -

الاستعارة والتجنيس، والمطابقة، ورد أعجاز الكلام على ما تقدمها، والمذهب الكلامي وتطغى هذه الأنواع على غيرها في كتابه، لأنه يبدأ بذكر الخاصية ثم يورد أمثلة لها من القرآن والحديث والشعر، ويعقب على هذا بذكر ما عيب من استعمالها.

ثم بعد ذلك يذكر بعض محاسن الكلام والشعر، وهي كثيرة يجتزئ منها بالآتي: الالتفات، الاعتراض، الرجوع: الخروج من معنى إلى معنى، تأكيد المدح بما يشبه الذم، تجاهل العارف، هزل يراد به الجد، حسن التضمين، التعريض والكتابة، الإفراط في الصفة، حسن التشبيه، إعنات الشاعر نفسه بالقوافي، حسن الابتداءات.

والناظر في موضوعات كتاب (البديع) يرى أن علوم البلاغة: (المعاني والبين والبديع) لم تنفصل بعضها عن بعض، ولم توضع لها حدود تميزها. فإن المؤلف ساق أيوب البيان الثلاثة وهي الاستعارة والكناية والتشبيه مساق الأنواع البديعية في كتابة وأما ثانيهما: فهو قدامة بن جعفر (٢٧٥ - ٣٣٧)، كان نصرانيا ثم أسلم، درس الفلسفة والمنطق، وألف كتابا سماه (نقد الشعر). يقول أستاذنا الكبير طه حسين باشا (إن هذا الكتاب قد استغله كل مؤلف جاء بعده، وعندما نقرأه نحس من أول فصل أننا إزاء روح جديدة لا عهد لنا بمثله من قبل).

وقد ألم قدامة في كتابه بعشرين نوعا من أنواع البديع، توارد مع ابن المعتز في سبعة منها وانفرد بثلاثة عشر.

ونلاحظ هنا ما لاحظناه سابقا، وهو أن العلوم الثلاثة لازالت مختلطة.

وهنا نجد أنفسنا بصدد أبي هلال العسكري وكتابه (الصناعتين). فلنعد الآن من حيث أتينا، ولنسر هذا الشوط مرة أخرى كي ما نؤرخ للنقد.

يتبع

عبد العزيز قلقيلة

<<  <  ج:
ص:  >  >>