تذكر الذات العلية)؛ ومجرد التغافل يعد إثماً لدى الخواص وخواصهم من الواصلين. . ولذلك يقول (الخيام):
أسكرني (الإثم) ولكنني ... صحوت بالآمال في رحمتك
والتعبير بقوله (صحوت) يرمز إلى مدلول التطابق في (أسكرني) المعطى معنى الغفلة لا الاحتساء!!
هذه ناحية دقيقة كنا نود أن تعرض لها الأديبة عرضاً فيه إلمام وتحر للحقيقة! ولا نشك في الإيمان العميق في قلب (أم كلثوم) إلى درجة تساميها بما تغني، وترفعها عن سوقية الأغاني وماديتها!
أما (الإيمان الواسع الأفق يتسامى عن الظهور بالتزمت والتحرج) ص ١٣٢ فلا نقر الأديبة عليه، لأن الإيمان فيه تصديق متصل بعمل، ولا نعرف مدى التسامي به إذا لم يرتفع عن الريبة ويتحصن بالتحرج!
وبعد؛ فإن هذا الكتاب تحفة فنية، تدل على استعداد فطري في صفاء الأسلوب بحسن ديباجته، وروعة أدائه، ونقاء عباراته، ولعل دراسة أغاني (أم كلثوم) هي اللامعة إلى المدى تمتع الأديبة بالذوق الرفيع!