للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قال:

في الروض المعطار: وهي مدينة كثيرة النخل والبساتين والعيون بها ناس من ولد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهم الغالبون عليها وتعرف بالواديين، والذي أخبرني به أهل الحجاز انه كان بها عيون كثيرة عليها عدة قرى فخربت لاختلاف العرب، وهي الآن خراب لا عامر بها ولو عمرت أغنت أهل الحجاز جميعا عن الميرة من غيرها.

ولما صعد المتنبي الهضبة المقابلة ووصل إلى وادي تربان باح بما يجول في صدره وقال أين أرض العراق كما جاء في شعره:

وقلنا لها: أين أرض العراق؟ ... فقالت ونحن بتربان: ها

وجاء في ديوانه أنه حينما صعد النقب ومر بثربان وفيه ما يعرف بغرندل فسار يوما وبعض ليلة ونزل.

وغرندل هي من المحطات التي قيل أن بني إسرائيل مروا بها بعد عبورهم البحر الأحمر - ذكر عنها صاحب كتاب أنها كانت مركز أسقفية تحت اسم أرنديلة وكانت واقعة على الطريق الروماني الذي يوصل إلى ايلياء (العقبة) الحالية.

ومن المدهش انه بمجرد قيام حرب فلسطين ودولة إسرائيل انقطعت المواصلات التلفونية بين مصر وسائر البلاد العربية

ثم انقطعت الطرق البرية بين مصر والحجاز وشرق الأردن حتى الطريق الذي سلكه أبو الطيب المتنبي لم يعد بوسعنا أن نسلكه فكان أن أصبحت إسرائيل في النهاية تتحكم في مواصلاتنا.

وتدل الأبحاث على أن هذه المنطقة بالذات كانت مسكونة بقبائل من العرب من معن وبني فزارة وسنبس.

وقبل وصوله إلى هذه المنطقة تلقاه رائد من بني سليم سار معه حتى وسط بيوتهم آخر الليل فضرب له ملاعب بن آبي النجم خيمة بيضاء وذبح له. وسار من غدة فنزل بين بادية معن وسنبس وهي التي كان الوزير الناصر أبي محمد اليازوري الفاطمي يخشى قوتها وكانت تسكن حول غزة ثم انتشر نفوذها بعد ذلك أخذت تقلق بال الفاطميين ثم انتقلت مع غيرها من بلاد الشام إلى مصر ومنها إلى المغرب. وقد ذكر الدكتور عباس

<<  <  ج:
ص:  >  >>