مصطفى عمار أن مواطنها حول غزة. وجاء في ديوان أبي الطيب أن منطقة نفوذها امتدت إلى الجنوب فشملت الأجزاء المحيطة بالعقبة.
ومن هذه المنطقة أي بين تربان وغرندل التي بجوارها اذرع والحميمة وهي مناطق معروفة بالتاريخ في القرن الأول الإسلامي وكان يسكنها طوائف من الطالبيين أبناء علي بن أبي طالب ومن العباسيين سلالة العباس طول عهد الدولة الأموية وذلك لما كانت عليه هذه المناطق من الخصب وكثرة المياه، وليكون أبناء أبي طالب والعباس بذريتهم وثرائهم على مقربة من دمشق وبعيدين عن شيعتهم في العراق والحجاز فيسهل على الدولة مراقبتهم وتقصي أخبارهم.
ويخيل إلى أن أبا الطيب كان غير مطمئن لسلامته إذا اتجه مباشرة إلى شمالي الحجاز عن طريق العقبة نظرا لما يعلمه من تحوط كافور واتصاله بعربان هذه المناطق. ويقول الديوان أن بعد أن أمضي ليلته في هذه المنطقة من أرض الشراة اتجه إلى جبال حسمي وواجهته رياح الحجاز وقال قصيدته:
وهب بحسمي هبوب الدبور ... مستقبلات مهب الصبا
وجاء في ديوان إرم وهو علم لجبل من جبال حسمي من ديار جذام بين العقبة وتيه بني إسرائيل٠ وهذا الجبل عال عظيم العلو تزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا، وكان النبي عليه (ص) وقد كتب إلى زعماء قبيلة جذام أن لهم جبل إرم لا يشاكهم فيه أحد ولا يحاقهم فيه غيرهم.
وفي ديوان المتنبي أن امتداد جبال حسمي مسيرة ثلاثة أيام طولا في يومين عرضا ويعرفها كل من يمر بها ن وقد وجدا أبو الطيب في حسمي بني فزارة وفيهم أولاد لاحق بن مخلب فنزل بينهم لان أمير فزارة حسان بن حجمة كان بينه وبينه مودة وصداقة. وبهذا تحقق ما كتبه قبل ذلك من الشعر وهو بمصر إذا قال:
إذا سرنا عن الفسطاط يوما ... خلفني الفوارس والرجالا