للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

طيلة القرن التاسع عشر فحسب، بل كان الفضل في ذلك لانتشار العليم أولا، ولفضائح الطبقات المالكة. ولفضائح الكنيسة الكاثوليكية الأخلاقية والمالية. بحيث اصبح العامل والقروي لا يغرهما بهرجة الدعاية وجمال المظهر وحسن الهندام، إذا يعلمون أن من يمثلون الدين لا يعيشون دائما حسب تعاليمه وإن أصحاب رؤوس الأموال لا يتأثرون من الدين بشء، فساءت الظنون وتبع ذلك ما هو ما هو اكثر منه أي فرار اكثر به العملة من حظيرة الكنيسة. وأحسن برهان على ذلك فقرات نسوقها للقارئ نقلا عن مجلة (إنكليزية) وهي لسان حال الكنيسة الأسبانية بقلم أسقف بلنسية جاء فيها:

(يتمنى العملة الإسبانيون استبدال الحكم في بلادهم ولكنهم يجهلون بأي شيء يستبدلونه، والعملة لا يخافون الكنيسة، وإنما يخافون رجال الجيش ويعتبرون ما يتقاضونه من الأجور لا يدفع عنهم البؤس وإنما هم مرغمون على تقاضيه من طبقة المترفين. والعملة من وجهة العلائق الجنسية مع نسائهم ليسوا من العفة في شيء: فالأعزب منهم لا يزيد الزواج والمتزوج منهم لا يرى في زوجه إلا أداة للمتعة الجنسية ويعمل على ألا يكون له من زوجه ولد. ويلاحظ أن حديث العملة فيما بينهم اكثر ما يدور حول النساء والشؤون الجنسية لا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.)

ويختم الأسقف قائلاً: (لا يتورع العملة عن سرقة مستخدميهم كلما وجدوا لذلك سبيلا، وذلك أما بالقيام بالعمل أقل ما يمكن، وأما باختلاس بعض الأدوات. وهم يتصرفون هكذا كأنهم يقولون هذه بضاعتنا ردت ألينا! وما ذلك ألا انهم ملحدون).

ذلك ما يخص الشعب في أمة تعتبر أعرق الأمم الكاثوليكية ولا حاجة بنا لتعليق أو شرح إذ كلام الأسقف من حيث البيان قد بلغ الغاية القصوى. وإذا كان الأمر كذلك في مثل هذه الأمة فماذا يكون في غيرها من الأمم التي لعبت في عقول أفرادها التعاليم الماركسية والماسونية التي سيطرت على التعاليم في كثير من البلاد الأوربية وفرقت بينه وبين التربية الدينية. فحالة المسيحية في فرنسا لا تقل تحرجا عنها في غيرها. فقد نشرت جريدة رجعية كارفور في عددها الصادر في ٣٠ أبريل الأخير مقالا بقلم أحد مساعديها الاختصاصيين في المسائل الدينية يقول فيه: (يمكن أن نؤكد من غير خشية الوقوع في الخطأ أن فرنسا في مجموعها تسير شيئا فشيئا في طريق العدول عن الأيمان بالله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>