المدرسة فتسللوا إلى الحارات والبيوت هاربين؛ فحضرت في ذهني صورة الصيادين اللذين جمعا السمك في أسفاط عدة فلما رأيا تجار الرقيق تركا الصيد ووليا هاربين؛ فتبينت في ذلك شبها بين الاسترقاق والاستعمار، وعدت ببصري إلى الفصل فإذا هو يكاد يتميز من الغيظ، فقد كان أبناء الإسماعيلية الذين ذاقوا ماذا قوا، فقالت في هدوء ورزانة المدرس التي يطنعها أحيانا: لعل الله يبعث في إنجلترا شابين آخرين ترتفع صيحتهما للقضاء على الاستعمار وخنق أنفاس الشعوب
ودق الجرس وأنصرف التلاميذ وأنا أسأل نفسي من هذه الضجة التي أثارها هذا الدرس وقد درسته في العام السابق فمر في هدوء وسلام. . ولقد تمنيت لو سمع كله ذلك الدرس الصاخب فقد كان درسا حقا.