للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظاهرة سوى فراغ الحياة. أوسمها إن شئت الحرمان. الحرمان من العطف والحنان. الحرمان القاتل الذي جعل الحزن يرين على نفسها، ويستحوذ على قلبها فيشعرها بأنها تحيا غريبة في دنيا الناس. ولعل اسم ديوانها أكبر دليل على ذلك حيث أضنتها الحيرة، وأستبد بها القلق، فرغبت عن الحياة وتمنت أن تنطق روحها من الأرض إلى السماء.

تقول في قصيدة (أشواق حائرة) ص ٣٢

وهناك تومى لي السماء وبي ... شوق أليها لاهف عارم

فأود لو أفنى وأدمج في ... عمق السماء ونورها البلسم

وقد كررت الشاعرة هذا المعنى في قصائد متعددة من الديوان وقد أوحى أليها بهذا القلق بالتساؤل عن حقيقة الموت والبعث والخلود.

تقول قصيدة (خريف ومساء) ص ١٢

عجبا ما قصة البعث ... وما لغز الخلود؟

هل تعود الروح إلى الجسم ... الملقى في اللحود؟

وأنتقل إلى شعر الطبيعة في ديوان فدوى لأقرر أن الشاعرة قد تغنت بجمال الطبيعة في البيئة المحيطة بها، والشاعرة عاشت في مدينة عريقة في مدينة نابلس في فلسطين حيث يحتضن جبلا جزريم وعيبال المدينة، وعلى سفح الجبلين تكثر المروج التي أوحت للشاعرة بقصيدة (مع المروج) ص ٩

هذى فتاتك يا مروج ... فهل عرفت صدى خطاها

عادت إليك مع الربيع الحلو ... يا مثوى صباها

درجت على السفح الخضير ... على المنابع والظلال

روحا تفتح للطبيعة ... للطلاقة والجمال

وقد حلقت الشاعرة في أجواء بعيدة، وتناولت فنون الشعر المختلفة، وبرهنت على أن طاقتها الشعرية متعددة المنافذ تغذيها ثقافة واسعة، واطلاع دائم

ولها في الديوان قصائد من تجارب شعرية اجتازتها الشاعرة فكانت تعبيرا صادقا عما يختلج في شعاب القلب ومسارب النفس، وتبدو هذه التجارب في القصائد الآتية.

من الأعماق، غب النوى، إلى الصدور

<<  <  ج:
ص:  >  >>