للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ترزي باشى جاء فيه ما يأتي: -

(ولئن كان جحا ضحكة بين الناس فإنه لم يكن صاغرا أو مهانا راضيا بالذل والضيم) وجاء الشرح بالحاشية لكلمة (ضحكة) هكذا: -

(هو من يضحك على الناس ويضحك الناس عليه) ونحن نتساءل أيريد الأستاذ الكاتب كلمة ضحكة (بفتح الحاء المهملة أم بسكونها؟) إن كان الأولى فالشرح الذي أورده على هذا في الحاشية خاطئ لا يستقيم وكذلك الأمر إن أراد الثانية.

تقول العرب ضحكة بضم ففتح لمن يضحك عليه الناس. وتقول ضحكة بضم فسكون لمن يضحك عليه الناس، ويكون الأستاذ على هذا قد أتى بشرح لا يخضع تحته أحد اللفظين.

قال ابن السكيت في الإصلاح والتبريزي في تهذيبه (إعلم أن ما جاء على فعله بضم للفاء وفتح العين من النعوت فهو على تأويل فاعل وما جاء منه على فعله ساكن العين فهو في معنى المفعول) وجاء بالمقامة الثالثة والعشرين (الشعرية) للحريري:

وإني لأكره أن تشيع فعلته بمدينة السلام. فأفتضح بين الأنام. وتحبط مكانتي عند الأمام. وأصير ضحكة بين الخاص والعام. . .) أي يضحك علي.

خميس محمد إبراهيم

على هامش الحياة - رسالة

(وبعد) فقد حدثتني نفسي أن اخط إليك هذه الرسالة، وقطعت الإحجام والإقدام شوطا بعيداً، وكاد يقعد بي عنها أني كتبت إليك مثلها يوما، فما حققت غرضا، ولا أصبت هدفا، وواجهتني حين التقينا بالصمت، فلم أدر مخبوء سرك، ولم أتكشف وقعها على نفسك، وظلت على خطتك في الحياة، لا تبالي نصيحة، ولا تحفل بتسديد، وكاد يقعد بي عنها ثانيا أن موضوع الحديث شائك، وقد أكون فيه متهما، وربما وصمتني فيه بالحيف أو التحيز، أو ما يحلو لك أن تسميه، ويشهد الله أن باعثه هو الشعور الأخوي الذي يوحد بيني وبينك، فمرد هذه الرسالة إلي، وإن توجهت. وما أخال واحداً منا يرضى أن يحايد أخاه أو يقنع منه باللقاء والافتراق، والتبسيط في الحديث، والجهد في الابتسام، وستر الخواطر، ولست أملك نفسي أن سلط عليك لسان أجنبي، أو نال منك نائل حقد ممن انقطعوا دون غابتك،

<<  <  ج:
ص:  >  >>