وأفئدتهم من الصور الفنية المشوهة ما ينحط إلى مستوى البدائية فيعكر على القيم الأخلاقية صلاحها وبدفع القيم الروحية إلى الانحطاط.
والمؤلفة في دعوتها هذه تضرب يمينا وشمالا. فتهاجم (أندريه جية) الكاتب الفرنسي الشهير لهجومه على بعض القيم الأخلاقية، وتنتقد (جاك ما ريتان) الفيلسوف الكاثوليكي العتيد لتزمته في تفسير صلة القيم الروحية بمسؤوليات الجيل ومشاكله.
وهي لا توقر رجال الصحافة في حملتها هذه، فتقترح لهم العقوبة الصارمة إذا ثبت عليهم جرم تزوير الأنباء وتحريف الوقائع والاتجاهات لحاجة في نفس يعقوب.
و (سيمون وايل) في ثورتها على (الجراثيم التي تعيث فسادا في الذخيرة الروحية) مدفوعة برغبة ملحة في أن تثير في أفراد المجتمع الحماس فيمن يأنس في نفسه القدرة على أن يعين أهل هذا الجيل على مواجهة مسؤولياته بقلب آمن وفكر سليم وفتح خزائن التراث الروحي والإلهام الديني لهم ودفع شر الذين يغلقون الأبواب فيزيدون دنيا هذا الجيل حلكة وظلاما.
ففي كتاب آخر لها عنوانه (في انتظار الله) تقول كاتبتنا إن الذين تحيق بهم الكآبة والتعاسة ليس لهم في هذا الكون حاجة أشد من أن يجدوا في الناس من يوليهم لفتة مخلصة وعناية صادقة. فلا يكتفي أن تصمت إذا ألمت بجارك مصيبة وتتركه لشأنه. إن حسن الجوار يتطلب أكثر من الصمت وترك الجار وشأنه. إنه يفرض عليك أن تنشط للاتصال بجارك في المجتمع لتضع بين يديه ما في طبيعتك البشرية من أنس وبشر. وفي مكان آخر من هذا الكتاب تؤكد بأن (سكوتك عن ضلال الآخرين وصمتك إزاء محنتهم وكآبتهم ومشاكلهم هو في الواقع ضرب من الحقد عليهم والسخرية بهم، فالصمت والحالة هذه لون من الشلل النفسي وعنوان على تفاهة العيش وحيوانية السلوك)
وبعد فهذا استعراض متواضع لكتاب نفيس. والكتب القيمة على نوعين: كتاب يعالج في كل فصل فكرة أو فكرتين، وآخر في كل فقرة من فقراته حكمة ورأي سديد. وكتاب (الحاجة إلى الجذور) من النوع الأخير. فهذا الاستعراض الموجز لا ينصف ولا يوفيه حقه.
ولكنها على كل حال محاولة أحببت أن أعراضها للقارئ دلالة على أن حاجة جيلنا إلى