بلدة جميلة تمتاز بروعة مبانيها وبساطتها وحسن تنسيق شوارعها وتخطيطها، وليس ذلك عجيبا فهي حديثة الإنشاء، ومن ثم خططت تخطيطا هندسيا فجعلت شوارعها واسعة مستقيمة لا عوج فيها ولا التواء مما نشاهده في كثير من الدن القديمة التي تمتلئ بالأزقة الضيقة والحواري الملتوية.
ومنازلها جميلة لكل بيت حديقة، وسر ذلك هو اتساع الأراضي وعدم صلاحيتها (فيما مضى) للزراعة.
ومناخ البلدة جميل حقا؛ فشتاؤها دفئ جاف وصيفها لطيف وليله جميل ساحر وهواؤه عليل طيب. وأمطارها قليلة وهي تسقط شتاء كما يحدث في سائر المناطق الجنوبية من الدلتا.
وقد حبب سكني هذه المدينة إلى الناس جمال مناخها فنمت وترعرعت. ويتمنى كثير من الموظفين أن تنقل عاصمة المنوفية من شبين الكوم إلى قويسنا، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:
١: إن شبين الكوم مدينة عتيقة يتغير الزمن ولا تتغير، ويتقدم الدهر ولا تتقدم. وهناك قصة مصرية طريفة ملخصها أن مصريا قديما بعث وأحذ معه دليلا ليطوف بالوجه البحري وليشاهد ما أطرأ عليه من تغيرات. وطاف المصري القديم ودليله ببلاد الوجه البحري حتى إذا وصلا إلى شبين الكوم وهم الدليل بتعريفها أجابه المصري القديم: إنني أعرفها: إنها شبين الكوم.
٢: سهولة اتصال قويسنا بعاصمتي مصر القاهرة والإسكندرية، فبينها وبين القاهرة ساعة وبينها وبين الإسكندرية ساعتان تقريبا. أما شبين الكوم فهي مدينة قريبة بعيدة، قريبة لأن المسافة بينها وبين القاهرة قصيرة، ولكنها بعيدة لأن القطار يقطع هذه المسافة القصيرة في ثلاث ساعات وهي مدة تكفي لانتقال الإنسان من القاهرة إلى جدة أو أثينا بالطائرة طبعا.
٣: جودة مناخ قويسنا واتساع مساحة الأراضي اللازمة للبناء؛ وقد عطف المفغور له جلالة الملك فؤاد على قويسنا؛ فأمر أن يقف بها القطار الملكي أثناء انتقال جلالته من القاهرة إلى الإسكندرية، ومنذ ذلك التاريخ والقطار الملكي يقف في قويسنا ليتشرف مدير المنوفية وأهلها بتقديم التحية إلى الجالس على العرش.
وتحقيقاً لرغبة كريمة أنشاء المرحوم محمد أفندي نصر مسجدا عظيما بجوار محطة السكة