للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألم تلاحظ يا أستاذ أن غرض الشاعر هو الخروج عن ذلك التوازن الهندسي!

هذا ما جاء في مقال الأستاذ الأول، ولم يزد في مقاله الثاني - الأديب العدد السابع ١٩٥٢ على ترديد ما سلف قوله فاسمعه

(إلا أن تشكيلة تفعيلاته غير المتجانسة تمنع من رؤية الجمال والحيوية فيه) وقوله (فلو جاءت هذه القصائد على أوزان وتقطيعات متناسبة متناغمة، لكانت أجمل وألطف وقعاً في النفس ففيها معان جميلة لكنها ضاعت بالصياغة)

أما عن جملته الأولى فقد ناقشناها من قبل، وأما عن جملته الثانية فقراء عبد القاهر الجرجاني، يرد كون مقدار ما فيها من التواء، فالمعنى لا يكان له - إلا ظلا ضئيلا لا يعبأ به - خارج الصياغة، وليس لنا أن نتسائل عما يصبح عليه المعنى إذا ما تبدلت الصياغة تبدلا جوهريا، فعلينا تقبله أو رفضه ضمن الصياغة

ولا أفهم أكثر تناسقاً وتناغماً من سيطرة تفعيلة واحدة على كافة أبيات القصيدة

على الأستاذ الماهر أن يتحرز من استعمال كلمته خارج دلالاتها العلمية المتقف عليها (وسك الأفكار - كما يقول جورج ديهاميل - مجازفة خطرة). مما سبق يتضح لنا بجلاء أن الكاتب الأردني لم (يحاول) أن يسير وفق المنهج العلمي للنقد، ولم يختط له خطة مثلى، تعينه على اجتياز مشق الطريق، وعلى ثغره ابتسامة ناضرة

ولو درس الكاتب الشعر العراقي - الجديد - دراسة موازنة، وراجع شعر بدر، والآخرين، لما تورط

(وموعدنا في عدد قادم)

العراق - العمارة

سليم غاوي عبد الجبار

<<  <  ج:
ص:  >  >>