وتقويما، أن في عرضها إشاعة الضوء في كثير من جوانبها، واستبانه ما دق على النظر عند تحضيرها، فإذا ما انتهت من عمل المؤلف واجتازت بوتقة الدرس فقد وصلت مبرأة من المآخذ، خالية من الشوائب. وهذا ما يحسه القارئ في كل مبحث من مباحثه وباب ومن أبوابه. فهو يتناول النقد الأدبي وعناصر الأدب والشعر والنثر. ودراسة العناصر الأساسية للأسلوب؛ والرواية، ثم نظرة عامة في النقد، والنواحي التاريخية، ثم تطبيقات وملاحظات عامة، ثم تاريخ النقد عند الأفرنج، وعوامل انحلال الكلاسيكية الحديثة، ثم يتناول النقد عند العرب في الجاهلية، والعصر الأموي. والنقد في العراق، والشام، والعصر العباسي، إلى آخر ما يتعلق بهذا الموضوع
هذه هي بعض المباحث التي يضمها هذا الكاتب القيم الذي يجمع دقة البحث العلمي وجمال العرض الفني. ومن المباحث الجيدة في الكتاب ذلك البحث الذي تناول فيه الدكتور والرواية، وتتبع نشأتها، وأنواعها، وعناصر كل منها، وأيضاً البحث الذي تناول فيه النقد، والنقد كأدب، ومهمة النقد، والنقد الاستدلالي، والنقد الحكمي، ومؤهلات الناقد، وذخيرة الناقد كل هذه
ديوان ابن أبي ربيعة
نشره فضيلة الأستاذ الشيخ محي الدين عبد الحميد
شخصية ابن أبي ربيعة من الشخصيات التي كانت ولا زالت محورا لكثير من الدراسات التي تناولت سمات فنه الشعري، وحاولت أن تبرز ملامح شخصيته الأدبية؛ وأن تضع تراثه في ميزان النقد، وأن تفسر تلك الألوان التي تطبع شعره، والتي يتفرد بها ابن أبى ربيعة بين شعراء جيله. وهي ذلك الولع بالحديث عن المرأة، وتلك الأحاديث الشعرية التي يقصها الشاعر عن مغامراته. وغرامياته في ميدان الهوى؛ ومسارح الصبابة؛ ومقدار ما فيها من صدق فني ونفسي وتاريخي؛ وهل كان صادق العاطفة يصدر في شعره عن بواعث نفسية؟ كل هذه قضايا طال تجاذب الرأي فيها. وبرغم كل هذا فشخصية ابن أبي ربيعة من شخصياتنا الأدبية التي استطاعت أن تشغل كثيرا من الأقلام في سبيل استجلائها فنيا ونفسيا، غير أن هذه الدراسات التي قامت حوله على تطاول العصور؛ لم تنسق وتنشر