نشر علميا، بحيث تكون بين يدي الباحث على ضوئها. هذا ما يتعلق بالدراسات التي قامت حوله. وشعر ابن أبي ربيعة أيضا في حاجة قوية إلى بذل المجهود اللغوي الذي يتصل بضبط ألفاظ وشرحها، لتصبح سهلة التناول ميسرة السبل على الباحث.
وقد تمكن الأستاذ الجليل الشيخ محيي الدين أن يجمع كل ما قيل حول هذا الشاعر، وأن يتولى ضبط ألفاظ الديوان، وشرحها شرحا لغويا أولا، ثم شرحا أدبيا ثانيا ليمهد على قدر الإمكان السبيل أمام القارئ ليتذوق ويدرس، ثم عهد إلى ما امتازت به صناعة ابن أبي ربيعة من حيث استعمال بعض التراكيب التي خرج بها عن لغة قريش، فعرض لهذه المسائل مع استشهاده لذلك، ثم تتبع الألفاظ التي استعملها عمر جانب فيها معاجم اللغة، ثم ختم الكتاب ببيان الشعر الذي نسب إلى عمر في بعض كتب الأدب وليس من شعره. وقد أنفق في هذا العمل عامين كاملين يجمع النصوص ويقارنها ويصححها، ويقوم بضبطها وشرحها، حتى تهيأ له أن يخرج هذا الكتاب الذي نيف على الخمسمائة صفحة من القطع الكبير. وقد قسمه إلى أربعة أقسام: الأول يشمل أخبار عمر، والثاني آراء العلماء فيه، والثالث يشمل الديوان، والرابع الشعر الذي نسب إلى عمر وليس له. ولا شك أن هذا العمل يعد مساهمة جديدة للشيخ محيي في نشر ذخائرنا الأدبية