إن هذه الوثبة المباركة لنقطة تحول في تاريخ مصر، لن تنساها أبد الدهر لجيشها الباسل، حسبها تقديرا لها وفخراً بها أنها أذلت جبارا عنيدا خدعه الغرور حتى لم يحسب أن في الدنياذلا وظالماً غشوماً خدعه الحمق والسفه حتى لم يحسب أن في السماء قصاصا وعدلا، ومستخفا طائشا غرر به بطانة السوء وحاشية الشر فهوت به إلى الدرك الأسفل فاصبح في ذمته التاريخ. . .
إن في التاريخ عظات ولكنه لم يتعظ، وفي سلوك جده عبرة ولكنه لم يعتبر. كان يعيش في دينا غير دنيا الناس، وخيل إليه أنه إله يجب أن يعبده شعب مصر، (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، إن في ذلك لعبرة لمن يخشى) صدق الله العظيم