للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والحكومية وحدها.

(٣) بينما تعمد ميثاق الحقوق المدنية والسياسية أن يشرح جوهر هذه الحقوق، وتفاصيلها الفرعية؛ أهمل ميثاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هذا الشرح، وصاغ المواد في مبادئ عامة يشوبها الغموض وتكون مدعاة لسوء الاجتهاد أو للتطرف فيه.

وسبب هذا التباين في لغة الميثاقين ومضمونهما هو اختلاف فلسفات الحكم والنظم السياسية والمعوقات الثقافية التي تعيش عليها الكتل الدولية التي تهيمن على أعمال الأمم المتحدة هذه الأيام.

وبعد فهذا استعراض متواضع لموضوع خطير؛ فليس أنفع لمجرى العلاقات الإنسانية من أن يدرك الفرد ماله من حقوق تستند إلى وثائق دولية همها أن توفر له ذخيرة (قانونية) يستعين بها على توطيد حقوقه الطبيعية والمكتسبة حين يعصف بهذه الحقوق نظام غاشم، إن أفلح في طبت الرأي العام المحلي، فإنه أضعف من أن يقهر الرأي العام العالمي، بعد أن تشابكت عناصره في معظم ألوان النشاط الإنساني.

وما هذا الاتجاه الذي ساد في لجنة حقوق الإنسان لتجزئة الحقوق إلى مدنية سياسية، وأخرى اجتماعية ثقافية، إلا محاولة لإعادة عجلة الحياة والوعي الإنساني خطوة إلى الوراء؛ ولكن الحياة قطار يسير هذه الأيام بوقود الفكر الواعي والشعور المتقد، ومن خصائص المواصلات أن تسير قدما، لا أن تعود القهقري.

نيويورك

عمر حليق

<<  <  ج:
ص:  >  >>