للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على صخرة ورسول الله (ص) قريب مني، فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان على نزل فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول رقة، ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب به الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى، فقال سلمان للنبي: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب؟ قال الرسول: أو قد رأيت يا سلمان؟ قال نعم، قال أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن، وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح بها المشرق - وكان كما قال رسول الله من الفتوحات التي من بها الله على الإسلام، وهنا نقول إنه يتراءى للقارئ الكريم أن ظهور البرقة من دق الحديد بالحجر شيء عادي لا يبهر الناس ولكن الحال هنا ليس كذلك؛ لأن من مثل سلمان الفارسي والذي خبر الحياة وعركها ورأى ما رأى من جبال فارس والحجاز لم يكن لتعجب من البرقات الثلاث إلا لأنه رآها حدثت بحال غير عادية طبعاً.

ومنها أن رسول الله (ص) لما خرج لغزو بني المصلطق وسلك بالناس الحجاز ووصل ماء بقعاء ثم راح منها هبت عاصفة شديدة خاف منها المسلمون، ولما رأى النبي جزعهم قال: لا تخافوها فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار - قيل فلما وصل المسلمون المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت وهو أحد عظماء بني قينقاع قد هلك ذلك اليوم.

ومن ذلك أن رسول الله (ص) لما دخل الكعبة بعد الفتح أمر بلالاً (ض) أن يؤذن، وكان أبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جالسين بفناء الكعبة ولم يسلم هذان الأخيران بعد فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيداً ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغضبه، فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه محق لا تبعته، فقال أبو سفيان: لا أقول شيئاً لو تكلمت لأخيرت عني هذه الحصى - قيل فلما جاءهم الرسول (ص) قال: قد علمت الذي قلتم، ثم حكى لهم ما كانوا تكلموا به، فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله. . . والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك.

ومنها أن حاطب بن أبي بلتعه لما تهيأ الرسول (ص) لفتح مكة كتب كتابا لقريش ينبئهم فيه بما عزم الرسول وأرسل كتابه ذاك مع سارة التي كانت مولاة لبعض بني عبد المطلب؛ فأخذته هذه ووضعته على رأسها تحت شعرها وراحت تطلب مكة، ولما علم رسول الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>