للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالخبر من السماء أرسل علي بن أبي طالب (ض) والزبير بن العوام (ض) وطلب منهما أن يلحقا بالمرأة ويأخذا كتاب حاطب منها؛ فذهبا ولحقا بها في بعض الطريق وبحثا في رحلها فلم يجدا للكتاب أثراً فقال علي (ض) إني أحلف بالله ما كذب رسول الله ولا كذبنا، ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت المرأة أن لا مناص من إظهار الكتاب ناولته إياهما فأتيا به رسول الله (ص) فسأل حاطباً عن ذلك فقدم للنبي سبباً واهياً لما حدث منه وطلب عمر (ض) أن يسمح له بقتله فلم يسمح له ذلك، ثم نزلت بحق حاطب هذا هذه الآية الشريفة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدكم أولياء تلقون إليهم بالمودة. .).

ومن تلك الأنباء أن أهل جرش لما أرسلوا رجلين منهما إلى الرسول (ص) بالمدينة لينظر في أمره قال الرسول والرجلان جالسان عنده: بأي بلاد الله شكر؟ فقام الجرشيان وقالا يا رسول الله ببلادنا جبل بقال له كشر وكذلك يسميه أهل جرش فقال: إنه ليس بكشر ولكنه شكر، قالا: فما شأنه يا رسول الله؟ قال: إن بدن الله لتنحر عنده الآن - ثم جلس الرجلان إلى أبي بكر (ض) فقال لهما: ويحكما إن رسول الله (ص) الآن ليعني لكما قومكما فقوما إلى رسول الله (ص) فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكما، فلما أتيا الرجلان الرسول وسألاه ذلك قال: اللهم ارفع عنهم - قم إنهما لما رجعا لقومهما وجداهما قد أصابهم صرد بن عبد الله اليوم والساعة التي أخبرهما بها الرسول - قيل ثم أسلم أهل جرش.

ومنها أن رسول الله (ص) لما مر بالحجر إبان أمره الناس بغزوة تبوك نزل ماء وأمر الناس ألا يشربوا منها وأمرهم إن كانوا قد عجنوا منها أن يعلفوه للإبل ومن جملة قوله في ذلك: ولا يخرجن أحمد منكم الليلة إلا ومعه صاحب له - قيل فعمل الناس بما أمر به النبي (ص) إلا رجلين منهم خرج أحدهما لقضاء حاجة فخنق على مذهبه وخرج الآخر فذهبت به الريح لجبلي طي؛ فلما علم الرسول (ص) بذلك قال: ألم أنهكم أن يخرج منكم أحد إلا ومعه صاحبه.؟ فأما الذي خنق فقد دعا له الرسول فشفى، وأما الآخر فقد أهدته طي للرسول عند قدومه المدينة.

ومن ذلك أن الرسول لما بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك ملك كندة النصراني قال له: إنك ستجده يصيد البقر، ثم جد خالد يطلبه ولما كان على مد البصر من حصنه في ليلة مقمرة كان أكيدر وزوجته على السطح يستروحان وقد كثر البقر حول الحصن حتى

<<  <  ج:
ص:  >  >>