الخاصة لفئة خاصة، من كتاب وأدباء الأقطار العربية، وقد تتغير الأسماء وتتجدد الأقلام ولكن في النذر اليسير منها.
فإذا ما عن لأديب من عشاق الرسالة - وكثير ما هم - أن ينشر على صفحاتها بعض ما يعتز ويعتد به من إنتاجه - بعد الكد وطول البحث، أو دفعه دافع من غيرة أدبية، أو حب استطلاع علمي، إلى الفزع إليها، ضنت وما اطمأنت لغير الأسماء اللامعة.
ولو جاز لأديب يعيش في عزلة مثلي، أن يكتب في معظم الصحف والمجلات العربية، مقالات أدبية، وقصائد ومقطوعات شعرية، قرابة ربع القرن مضى من الزمان. . أقول لو جاز له ذلك، لما استطاع أن يجتاز امتحان الرسالة العسير!!
(أحرام على بلابله الدو ... ح حلال للطير من كل جنس)
وفي البريد الأدبي بالعدد ٩٩٣ تحت عنوان (دار العلوم) كلمة للأستاذ (محمد علي جمعة الشايب) فيها إشارة لبعض ما توجهنا إليه.
فإذا لم تكن مجلة الرسالة الناهضة، هي الملجأ الأمين، والمفزع المنصف، لإبراز المواهب وصقل الأفكار وشحذ القرائح. فمن للشعر والشعراء والأدب والأدباء الذين ضاقوا بتدهور سوق الأدب، وقصوره على النواحي الماجنة المبتذلة، لغالبية الناشئين من أدباء اليوم والمطمورين من شعراء الجيل.
لقد حمدنا لأستاذنا الزيات ما أضفناه على مجلة الأزهر من جمال، وما أضافه إليها من بحوث قويمة وأبواب آية في الروعة ومتانة الصياغة، وطرافة النواحي الدينية والتاريخية والأدبية والاجتماعية، فبعد أن كانت مجلة الأزهر مقصورة على طائفة من أهل العلم، والبحث الديني، أصبحت مجلة الجميع! أما آن للرسالة أن نجدها أيضاً مجلة الجميع وملتقى الأدباء والشعراء في مصر والأقطار العربية على السواء؟
وأذكر لصاحب الرسالة قوله في مقال:(الرسالة في عامها الحادي عشر)(وإذا قدر الله للرسالة أن تخرج من محن هذه الحرب وفيها حشاشة نفس، كانت حرية بعد ذك أن تستهين بكل صعب، وتثبت على كل خطب) إلى أن يقول: (ويؤمئذ يتسع لها المجال فتشارك جاهدة مخلصة في رأب ما تصدع وتجديد ما تهدم) وإنا لمنتظرون وعلى الله قصد السبيل.