للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت أصابعه تعبث بالأوراق المالية عبثها بشيء تافه لا خير فيه.

إن الكولونيل ليرفض رفضاً باتا أن يأخذ منه المال ويودعه الخزانة دون أن يفطن إلى الأمر أحد.

يا للخراب! يا للدمار! لقد خرب ودمر. . . كل ذلك من جراء غلطة واحدة. ألا ليته تريث إلى الصباح، أو إلى أن أتاه المال من عمه.

ونظر إلى الساعة فألفاها تشير إلى التاسعة.

سيستلم الكولونيل باكستر الرسالة حالا. . . إنه يقرأها الآن، وربما يكون قد أخطر البوليس. . وغرق في مقعده ثم تمتم.

- السجن!!!. . .

واعتدل في جلسته بغتة ثم أردف.

- سيأتي البوليس بين لحظة وأخرى. . . أجل، سيأتي فوراً. ألم ينبئ الكولونيل بالسبب الذي حدا به إلى الانسلاخ من هذا العالم والتخلص من الحياة؟

وعادت وتراءت له أشباح السجن والعار والدمار.

وضحك مرة أخرى ثم جلس على حافة المكتب وأفرغ في جوفه كأسين مترعتين من الشراب

ثم امتدت يده تبحث عن المسدس.

- كل ذلك من أجل غلطة. . . غلطة واحدة ألا ليتني تريثت قليلا قبل أن ابعث بهذه الرسالة اللعينة.

ثم رفع السلاح إلى رأسه المندى بالعرق البارد في عزم وإصرار.

وعلى عتبة الباب الخارجي راح الخادم يتفرس ويديم النظر في رسالة سلمها إياه موزع البريد، وكانت تحمل - فضلا عن عنوان الكولونيل باكستر - ثلاثة أحرف تومئ إلى أن اسم الرسالة مكتوب على الوجه الآخر من الظرف.

وزمجر موزع البريد يقول

إنه لا يحمل أسم البلد المرسل إليه، وقد أعدناه لنفس العنوان. كثير من الناس يقع في مثل هذه الغلطة. . . يا إلهي! ما هذا؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>