ونكافح عبودية الطغيان. فالطغيان يحمل معه دائما تشجيع الانحلال والدعة والترهل، كي يبقى هو في أمان من انتفاض الكرامة، وانبثاق الحرية، والانتقاض على العسف والطغيان
وشيء آخر نملكه اللحظة:
لقد عاد الذين كانوا يسبحون بحمد الطاغية الصغير، ويملون له في البغي والعدوان، ويمجدون أسمه ويخلعون عليه من صفات الله الواحد القهار. . . عاد هؤلاء هم بأنفسهم يلعنون الطاغية ويطلقون ألسنتهم فيه، ويمزقون عنه أردية المجد الزائفة التي ألبسوها إياه.
هذا نفسه لون من ألوان الانحلال. وصورة أخرى لأدب الانحلال. هؤلاء لم يخرجوا في الأولى أو الثانية عن أن يكونوا عبيدا منحلين. عبيدا يحنون ظهورهم لسوط السيد يلهب به جلودهم. فلما أن سقط السوط من يده - رغم أنفه - التقطه العبيد وادروا به يبحثون لهم عن سيد جديد!. . سيد جديد يلهب جلودهم بالسوط، ليحرقوا له البخور، وينثروا من حوله الزهور.
هؤلاء هم ممثلو أدب الانحلال. وهؤلاء هم الذين يجب أن يقصيهم الشعب عن الإنشاد له في العهد الجديد. عهد العز والقوة والاستعلاء، عهد التحرر من عبودية الطغيان، والتحرر من عبودية الشهوة اللتين قد تجتمعان أو تفترقان، فتمهد إحداهما للأخرى، وتهيئ لها النفوس والأذهان.
أجل ينبغي ألا نسمح لهؤلاء العبيد بالإنشاد للشعب في العهد الجديد، ولا أن نغفر لهم تمريغ جبهة الأدب والشعر والفن في المستنقع الآسن. فكل غفران لهؤلاء هو تنازل عن مبادئ الثورة الجديدة، وكل استماع لهم هو خيانة للمثل الجديدة.
ولا يقل أحد: إنهم كانوا معذورين في تمريغ الأدب والفن والشعر والإنسانية في ذلك الوحل. فلقد كان باستطاعتهم أن يسكتوا، إن لم تبلغ بهم الرجولة أن يكافحوا.
إن الاعتذار لهم على هذا النحو تبرير للجريمة، التي يمكن اغتفارها للتجار لا لقادة الفكر وزعماء الأدب والكتاب والشعراء والفنانين.
إن من حق الثورة علينا أن نتذكر ولا ننسى. نتذكر شناعة الجريمة. شناعة الانحلال الدنس.
إن الديدان والحشرات التي عاشت طويلا في المستنقع كفيلة بتدنيس كل مقدس، إذا نحن