للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفراش رقصت في عطره أحلى الليالي

ههنا أحلام مسحورين: قلب. . وجمال

حلم. . أم سكرة؟ أم نهزة دامت لنا

نحن من نحن. غريبان عن الدنيا هنا

وفي عام ١٩٤٩ عاد الشاعر إلى مسقط رأسه إلى عدن بعد غياب سبع سنوات لاستقبال حياة جديدة أخرى من العمل والكفاح الوطني. فقد عين مدرسا بمدرسة الحكومة الثانوية كما اشترك محرراً في مجلة المستقبل. . ومحرراً أديباً في (فتاة الجزيرة) وكان ينشر في الأخيرة - وهي أكبر صحيفة في الجنوب قصائد ومقالات بعضها صريحة التوقيع وبعضها مستعارة الاسم تحت رمز (النسر) وقل أن يمضي أسبوع دون أن يتحف قراءه بشيء من الشعر أو النشر. . ثم أخذت مجلة (الأديب) اللبنانية تحمل آثاره للبلاد العربية. .

وفي سنة ١٩٥٠ كانت الحياة الجافة في عدن قد سودت العيش في عينه فلم يعد يطيق البقاء والصبر. فأحس بشعور الثورة على الأوضاع والنظم القائمة والكهانة وعباد المال. فالتفت كالمجنون: سلسلة جبال بركانية عارية تضج بالجحيم. . وسلالة آدمية كالقبور تتحرك ببله. . ومظالم استبدادية جائرة تنتقل بقفازات من حرير. . وفن موتور مغمور يحترق في قماقم. . وصنف من الرق عجيب. . يبيحه قانون القرن العشرين. . وكل هذا الأوضاع والصور كانت مادة لديوان جديد هو (أغاني البركان). . ومن هذه الأغاني صرخته المؤلمة هذه.

تلفت فلا لمحة من جمال ... تلفت. فإن الحياة محال

فأني تلفت تلق الجبال ... جبالا تضج بنار الجحيم

وسكان مقبرة في زوال

حياة. . كحلم الصدا في سراب ... حياة. . كلفح اللظى في عذاب

حياة. . كثورة جن غضاب ... لقد أزهق الحق. . يا ويحهم

وديس على الفن فوق التراب

إذا الريح طوعى لسخرتها ... إذا النار ملكي لأضرمتها

وهذى الجبال لفجرتها ... براكين تسحق هذى القبور

<<  <  ج:
ص:  >  >>