والرسالة لم تقدم إلى العالم من الأدباء أو الشعراء إلا من اكتملت لهم الأداة وتم لهم النضوج. . . وسعى لهم الفضل. . ودان لهم الخلود أو كتب لهم الخلود على يديها، وإنك لتلمح بين صفحاتها بين الحين والآخر أسماء تشرق حينا ثم تغيب، وأسماء تسطع دائماً وإن هي غابت فإلى عودة. . . فتحب أن تسأل عن السر في ذلك الإشراق المفاجئ. وذلك التكرار المتواتر على فترات قد تطول وقد تقصر. . . فتجد السر في برنامج مدرسة الرسالة. . حيث تراها مضطرة إلى الاحتفال بالموضوع الجدير بالنشر والمعروض في قالب جدير بها. فهي إذن ترحب كلما سنحت لها فرصة العثور عليه، ومن هنا يجيء سر الإشراق المفاجئ لبعض الأسماء، أما الأسماء المستمرة السطوع في افقها فهي إما لأبناء نجباء من أسرتها أو لأسماء استطاعت أن تقدم دائماً الطريف الجديد الرائع.
وأكبر مظاهر التقدير للرسالة الخالدة في يوم صدور عددها الألفي. . هي أن نحاول رسم خطوط متزنة لمدارس الرسالة الأدبية مع عرض لأسماء أشياخها الأفاضل وأسماء شبابها الخالد. . من كتاب ونقاد وشعراء.
فمن أشياخها الأعلام الأفاضل الذين قدمتهم في مشرق عمرها المديد ولا زالت تقدم بعضهم: الأساتذة الكبار طه حسين واحمد أمين وعبد الوهاب عزام وتوفيق الحكيم وعباس العقاد ومحمود البشبيشي وتوحيد السلحدار ومحمود تيمور ونقولا الحداد وأحمد رمزي ومحمد غلاب ومحمود أحمد الغمراوي والشيخ شلتوت والشيخ المدني والمرحوم الدكتور زكي مبارك وأحمد الزين والزهاوي وطوقان والنشاشيبي والكرملي والمازني والرافعي.
ولكل من هؤلاء الأشياخ الأعلام خصائص مميزة واتجاهات خالدة، منهم الأدباء الفنانون كطه حسين وتوفيق الحكيم وتيمور والمازني وزكي مبارك. وكان الرافعي فرداً في فنه، ومنهم الأدباء الرواة الثقات واللغويون الأعلام كالزيات والنشاشيبي والكرملي ومحمود البشبيشي. ويمتاز الزيات بالروعة في الأسلوب والدقة في العرض والإحاطة بالأدب، والبشبيشي بسعة الاطلاع والجزالة في الأسلوب، أما الكرملي والنشاشيبي فكانا يصدران عن طبع لغوي علمي يشوبه الجفاف في العرض.
وفيهم الأدباء والأعلام المختصون بالدراسات الأدبية والاجتماعية كالعقاد وأحمد أمين، ويمتاز العقاد بأفق واسع وأغوار عميقة لا يسبح فيها ولا يصل إليها سواه، أما الأستاذ