للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المعاصر هو الرسالة:

واليوم شاءت الأقدار أن تحتفل الرسالة بعددها الألفي، وأن تختم به عهدا قديما في حياة مصر، وأن تفتتح به عهدا جديدا حبيبا إلى النفوس، وهو عهد الحرية والفضيلة، عهد العدالة التي حطمت صخرة الطغيان وخلصت مصر من ربقة الظلم والإثم والبهتان. ولعل من أجمل الصدف وأحلاها في حياة الأقدار أن تفتتح الرسالة الألف الثانية من أعدادها في مفتتح هذا العهد الجديد. ذلك العهد الذي لا تزال الأعناق نشرئب إليه احتراما وتعظيما وتحملق العيون فيه إكبارا وإجلالا وتكريما، وقد خشعت له أصوات المردة وارتفعت فيه صيحات الحق، بعد أن ظل الناس زمنا يجأرون بالشكوى فلا يلتفت إليهم ويهيبون بالإصلاح فتداس حقوقهم وتحطم آمالهم.

ما أجمل أن تفتتح الرسالة ألفها الثاني في ذلك العهد الجديد وما أحراها أن تسهم فيه بنصيبها في الإصلاح والتطهير والتجديد، وأن تكتب عن ذلك كله وقد حمل صاحبها لواء الكتابة الإنشائية عشرين عاما كاملة. فما كان الأدب الحر في أي عصر إلا سلاحا ماضيا يدافع عن الأبطال المجاهدين وسيفا مصلتاً فوق رقاب الطغاة المتمردين. ألا إن حاجة الأمم إلى الكتاب وعذبات الأقلام ليس بأقل من حاجتها إلى القادة والقواد العظام.

حامد حفني داود

<<  <  ج:
ص:  >  >>