للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهيكل، والمازني، وعنان، ومحمود عزمي. . أما في الرسالة فقد كتبت هذه الأسماء، ونشأت في محيطها أقلام جديدة هي صفوة الكتاب الذين يلون الصف الأول.

وبعد أن كانت الكتابة في (السياسة) من ذلك النوع الذي أطلق عليه الدكتور طه حسين اسم (الأدب الموضوعي) وهو النقد، جمعت (الرسالة) بين الأدب الموضوعي والأدب الإنشائي. . . وكان الخلق والفن الجديد أغلب.

كان قوام مدرسة الرسالة روح (الزيات)، الأسلوب البليغ، والعبارة التزنة، والكلمة النقية، والنقد النزيه، والإبداع. .

وبالرغم من أن كتاب (السياسة) انتقلوا إلى الرسالة إلا أن إنتاجها قد تطور وتحول من حال إلى حال.

فالدكتور طه حسين الذي كان يكتب فصولا في تصوير الحياة الاجتماعية في العصر الأموي والعباسي تحت عنوان (حديث الأربعاء) في (السياسة)، كتب فصولا غاية في الروعة عن سيرة الرسول في الرسالة باسم (على هامش السيرة)، وكان هذا فنا جديدا من فنون القول والإنشاء.

والرافعي الذي كان يكتب حديث القمر، وأوراق الورد، والمساكين وغيرها قبل أن يتصل بالرسالة، فلا يقرأها إلا صفوة قليلة من الأدباء، كتب في الرسالة أجود إنتاجه، ونزل إلى مرتبة القراء الوسط، وخلف كتابا ضخما هو (وحي القلم).

وتوفيق الحكيم بدأ على صفحات الرسالة أول كتاباته في الأدب والفن في مساجلاته مع طه حسين عن نشأة الحوار والفن الإغريقي والفوعوني.

وعلى صفحات الرسالة بدأ العقاد عبقرية محمد، والحكيم قصة محمد المسرحية، ومن ذا الذي ينسى مقالة عبد الرحمن شكري في الرسالة بعد أن ظل أعواما وأعواما لا يكتب حتى نسيه الناس.

وعبد الوهاب عزام وأسفاره ورحلاته، وكتاباته عن التصوف.

والكتاب الذي يعد أجمل ما كتب زكي مبارك بدأه في الرسالة: (ليلى المريضة في العراق).

والقصص الإغريقي الخالد، كتب لأول مرة على صورة رائعة في الرسالة عندما أنشأه دريني خشبة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>